العدد 4 – يوليو تموز 2024

| 36

الروايـة الفلسـطينية واحلقائـق التـي تكشـفها التغطيـة اإلخباريـة امليدانيـة عـن هويـة الفاعـل اإلرسائـييل؛ إذ ختشـى إرسائيـل مـن تـأثري هـذه الروايـة يف الـرأي العـام الـدويل، وهـو مـا يـجد صـداه اليـوم يف املظاهـرات االحتجاجيـة للـطالب باجلامعـات األمريكيـة واألوروبــية. تـشري مسـارات وتطـورات الـحرب عىل غـزة إىل نـهج وإسرتاتيجيـة مغايريـن يف تعامـل � و الفاعــل اإلرسائــييل مــع اجلامعــة الصحفيــة الفلســطينية؛ إذ بَّيَنــت عمليــات القتــل يـ ًا خالل ســبعة أشــهر، أن اســتهداف � صحف 153 للصحفــيني، الذيــن بلــغ عددهــم ا نسـقًّيًا حتكمـه خطـة منظمـة ومنهجيـة جتعـل مـن هـذه الفئـة االجتامعيـة كان فـعا ًل الكيـان الصحفـي الفلسـطيني منجـ ًزًا للتـدمري واالجتثـاث االجتامعـي. وهـو مـا تـدل عليـه عمليـة التكـرار (نـهج) حلاالت القتـل بأسـاليب متعـددة، واالسـتهداف الواسـع للصحفـيني الذيـن لقـوا حتفهـم أثنـاء أداء عملهـم املهنـي يف مناطـق خمتلفـة بغـزة. وهنا، تبـدو الـنامذج كـثرية لعـل أبرزها عمليـة اغتيـال مراسـل اجلزيرة، حـمزة الدحـدوح (نجل مديـر مكتـب اجلزيـرة يف غـزة، وائـل الدحـدوح)، واملصـور الصحفـي، مصطفـى ثريـا، ل ـِق مـن طائـرة مـسرية اسـتهدف السـيارة التـي كانـا يسـتقالهنا بالقـرب � بصـاروخ ُأُط مـن منطقـة الـموايص جنـوب غـريب قطـاع غـزة. وقبـل ذلـك، قتـل اجليـش اإلرسائـييل ض ـًا بصـاروخ مـن � الصحفـي املصـور يف قنـاة اجلزيـرة، سـامر أبـو دقـة، إثـر إصابتـه أي طائـرة مـسرية، وظـل ينـزف مـدة سـت سـاعات حتـى لفـظ أنفاسـه. وكانـت قنـاة اجلزيـرة تبـث عىل الهـواء مبـارشة، خالل احلادث، مناشـدات إىل اجلهـات الدوليـة املعنيـة إلنقـاذ حياتـه بعـد أن منـع اجليـش اإلرسائـييل سـيارة اإلسـعاف مـن الوصـول إليـه ض ـًا وائـل الدحـدوح بإصابـة � وتقديـم الرعايـة الطبيـة لـه، وأصيـب يف هـذا احلادث أي فـًا عىل مدرسـة بمدينـة خـان يونـس جنـويب قطـاع � بالغـة يف ذراعـه خالل تغطيتـهام قص غـزة. وُيُعـد هـذا االمتنـاع عـن تقديـم املسـاعدة لصحفـي يواجـه خطـر الـموت جريمـة ، أي اجلريمـة " اجلريمـة السـلبية ذات النتيجـة " أو " اجلرائـم باالمتنـاع " نـف يف إطـار � ُتُص التـي يرتكبهـا اجلاين عـن طريـق الـترصف السـلبي الـذي يمتنـع فيـه عـن مسـاعدة شـخص يف حالــة خطــر تـهدد حياتــه. ويــرى الباحـث أن هــذا النمــط مــن اجلرائــم ثـِل أحـد العنـارص املك ِّوِنـة لإلبـادة اإلعالميـة، بحسـب التعريـف الـذي � باالمتنـاع يم صاغـه للمفهـوم أعاله؛ ألن اإلهـمال املتعمد/القصـدي أدى إىل مقتـل الصحفـي سـامر أــبو دــقة (املنــجز)، بــينام كاــنت هــناك فرــصة إلنــقاذ حياــته.

Made with FlippingBook Online newsletter