العدد 4 – يوليو تموز 2024

| 40

. الموت االجتماعي للجماعة الصحفية الفلسطينية 3 يتجـاوز الفعـل اإلبـادي أفـراد اجلامعـة الصحفيـة الفلسـطينية؛ إذ ال يقـترص عىل عمليات القتـل الواسـع للصحفـيني واملصوريـن وخمتلـف العامـلني يف املجـال اإلعالمـي بغـزة أو إحلاق األذى اجلسـيم بأعضـاء هـذه اجلامعـة جسـدًّيًا ونفسـًّيًا، وإنام يشـمل هـذا الفعـل م ـَم اجليـش اإلرسائـييل خطتـه لتـدمري � الكيـا َن االجتامعـي للجسـم الصحفـي. فقـد ص النسـيج االجتامعـي للجامعـة الصحفيـة عرب عمليـات القتـل الواسـع ألرس الصحفـيني وأقربائهـم بمختلـف درجاتـهم. لذلـك كان ضبـاط اجليـش اإلرسائـييل يتصلـون بأبنـاء وأهـايل الصحفـيني ويطالبونـهم بمغـادرة منازلـهم والنـزوح إىل جنـوب قطـاع غـزة، قـام االحـتالل اإلرسائـييل باالتصـال عىل هاتـف إحـدى " كام ذكـر وائـل الدحـدوح: ). وكان اجليــش اإلرسائــييل 50 ( " بنــايت، وقــال هلا: يــا ســندس عــودوا إىل اجلنــوب يتحاشـى االتصـال بمديـر مكتـب اجلزيـرة يف غـزة ليبلغـه بمضمـون الرسـالة نفسـها لـهذا كان يتصـل باملصوريـن " حتـى ال يكشـف الدحـدوح ذلـك عىل شاشـة اجلزيـرة املرافـقني للدحـدوح وخيربهـم بأماكـن وجـود أبنائهـم وموقعهـم يف خريطـة املنطقـة التـي يقطنـون بـها، وهـو هتديـد مبـارش لـهؤالء املصوريـن بـأن ينفضـوا مـن حولـه حتـى يتمكـن اجليـش مـن االسـتفراد بـه. وكان ضبـاط اجليـش واملخابـرات اإلرسائيليـة ض ـًا بالصحفـيني وهيددونـهم بالـخروج مـن املناطـق التـي ينفـذ فيهـا اجليـش � يتصلـون أي ض ـًا بمنعهـم مـن الوصـول إىل األماكـن التـي يقـوم � اإلرسائـييل عملياتـه العسـكرية، وأي .) 51 ( " فيهـا بعمليـات إبـادة وقتـل مجاعـي للسـكان املوجوديـن بمناطقهـم وُتُعـد هـذه السياسـة التـي يتبعهـا ضبـاط اجليـش اإلرسائـييل يف التعامـل مـع الصحفـيني واملصوريـن يف القطـاع مـحد ًدًا أساسـًّيًا يف خلـق حالـة نفسـية يفـرض فيهـا االحـتالل للواقـع الــذي فرضـه ومـن ثـم الـخروج " االس ـتسالم " عىل الصحفـيني إمــا اختيـار مـن املشـهد اإلعالمـي باإلكـراه والتهديـد، أو االسـتمرار يف التغطيـة اإلخباريـة وحتمـل تبعاتـها النفسـية واالجتامعيـة واإلنسـانية وخماطرهـا األمنيـة التـي قـد تـؤدي إىل اغتيـال الصحفــي، وتــدمري املنــزل فــوق رؤوس أفــراد أرستــه وأقربائــه. وقــد عــاش هــذه احلالـة النفسـية معظـم الصحفـيني يف القطـاع، وأصبـح بعضهـم خيشـى مـن ارتـداء درع الصحافـة الـذي ال يكفـل لـه أيـة محايـة قانونيـة، مثـلام حصـل للصحفـي سـلامن البـشري الـذي خلـع درعـه وخوذتـه عىل الهـواء مبـارشة بعـد مقتـل مراسـل تليفزيـون فلسـطني، مـن أفـراد عائلتـه جـراء قصـف الـطريان اإلرسائـييل منزلـه يف 11 حممـد أبـو حطـب، و

Made with FlippingBook Online newsletter