العدد 4 – يوليو تموز 2024

| 418

تـدل هـذه النسـب عىل أن األغلبيـة ال يـرون ذلـك بمنزلـة الواجـب أو الوفـاء جلامعتهـم، بـل املسـتخدمني �ِ ر ارتفـاع نسـبة الوعـي باالختالفـات السياسـية مـن ِق ي ـفر ِّس � وهـو مـا قـد لشـبكات التواصـل االجتامعـي يف حرضمـوت، غري أن نسـبة الذيـن يرونـه خالف ذلـك عـًا مـا كام هـي احلال يف السـؤال السـابق. وهنـا، يتـجىل دور االنـتامء � ُتُعـترب مرتفعـة نو السـيايس ألعضـاء الفئـات السياسـية يف حرضمـوت؛ إذ إن نسـبة معـتربة منهـم يـرون عـًا مـن النضـال � بـًا ووفـاء جلامعتهـم، بـل يعتربونـه نو � املشـاركة بالـرأي الـموايل واج واملقاومــة االفرتاضيــة ضــد اآلراء األخــرى املخالفــة لـهم. وهــذا التأييــد الفكــري بـل املسـتخدمني املنتـمني إىل أيديولوجيـا سياسـية واحـدة �ِ والتفاعـل األيديولوجـي مـن ِق مــع بعضهــم البعــض ُيُعــد مــن األســس النفســية الدافعــة لبعضهــم للمشــاركة عرب ومـن شـأن ذلـك التـأثري يف " ب ـًا � شـبكات التواصـل االجتامعـي باعتبـاره وفـا ًء وواج طبيعـة املعلومـات واألفـكار التـي يتفاعلـون حـوهلا ويدعـم االجتاهـات القائمـة لديـهم بالفعـل، مـما جيعلهـم يتبنـون أفـكا ًرًا أكثـر تشـد ًدًا، مـما يـؤدي إىل حـدوث االسـتقطاب والتشـدد يف االجتاهـات، وأن املناقشـات التـي تـدور بني األفـراد ذوي اآلراء املتشـاهبة .) 40 ( " تـؤدي إىل تدعيـم االنـتامء إىل اجلامعـة... والتشـدد يف اآلراء بـل املسـتخدم الـذي يدفعه شـعور الوفـاء هو ذات �ِ ويـشري الباحـث إىل أن املشـاركة مـن ِق والشـعور باجلامعـة هـو السـياق السوسـيولوجي " اإلحسـاس الـذي يشـعره باجلامعـة. الـذي يتعـ َّزَز يف وجـوده فعـل االسـتقطاب كظاهـرة فرديـة مجاعيـة ناتـجة عـن النقـاش ن الدارسـون يف علـم النفـس االجتامعـي والتفاعـل بني األفـراد االجتامعـيني. وقـد بن َّي طبيعـة هـذه الظاهـرة التـي ُت ُِربِز يف الغالـب نزعـة األفـراد للدفـاع عـن مواقـف وآراء جريئـة، ونزعتهـم كذلـك للدعـوة إىل إجـراءات ال تتوافـق مـع املألـوف مـن القـرارات اجلامعـة خمتلفـة " ). وهنـا، نلفـت االنتبـاه إىل أن 41 ( " واالختيـارات التنظيميـة يف املجتمـع عـن احلشـد، الـذي هـو جتمـع مؤقـت ملجموعـة مـن األفـراد وقفـوا ملشـاهدة حريـق مـا ا أو ملشـاهدة شـخص يريـد االنتحـار، هم غري متشـاهبني وال يبقـون عـادة عىل اتصال مـثا ًل أو تفاعـل فـيام بينهـم، وتتميـز اجلامعـة عـن احلشـد، بـرأي فرويـد، بأمريـن رئيسـيني: األول هـو جتانسـها النـفيس والعاطفـي، وثانيهـا هـو التنظيـم، فمـن خالل التجانـس ض ـًا � يتكـ َّوَن موضـوع مـشرتك هيتـم بـه أفـراد اجلامعـة مجيعهـم، ومـن خالل التجانـس أي .) 42 ( " تتكـ َّوَن مشـاعر مشرتكـة عنـد األفـراد تـجاه األحـداث وبالنظـر إىل التجانـس النـفيس والعاطفـي للجامعـة الـذي يـحدده فرويـد، فـإن الشـعور نـا هـو الدافـع األكرب بالنسـبة للمنتـمني إىل الفئـات السياسـية يف � العاطفـي للجامعـة أحيا

Made with FlippingBook Online newsletter