العدد 4 – يوليو تموز 2024

| 426

وهــذا يعــزز مــن اتـجاه مقاربــة هــذه الدراســة يف أن أغلــب التــأثري عىل املســتخدمني املنتــمني إىل الفئــات السياســية يتــم مــن خالل اللقــاءات وحضــور املظاهــرات واالحتشــاد الــذي تدعــو إليــه تلــك الفئــات واهليئــات بني الفينــة واألخــرى أثنــاء تطــور األحــداث السياســية. وهــذا األمــر يتــم يف غالبيتــه بدافــع العاطفــة واحلامســة ملنــارصة رشيــك األيديولوجيــا الواحــدة، وليــس بدافــع عــقالين مــن خالل التفــكري يف العواقــب أو النتائــج التــي يمكــن أن جينيهــا مــن خالل املشــاركة. وبالرغــم مــن كثافــة انتشــار واســتخدام وســائل التواصــل االجتامعــي ســاعدت عىل اكتســاب " أن معـان ومعتقـدات وتصـورات جديـدة حـول العـامل الـذي تقدمـه، قـد تكـون خمتلفـة عـن العـامل الواقعـي؛ حيـث أتاحـت شـبكات التواصـل االجتامعـي تالقـي أصحـاب الفكـر املتعصـب واملتطـرفني عرب املسـافات وبـأسامء ومهيـة، وسـهلت عمليـة التواصـل فـيام بينهـم بمبالـغ زهيـدة، وذلـك بـهدف احلشـد والتجنيـد لبـث الكراهيـة تـجاه فئـات )، إال أن احلال مـع مسـتخدمي وسـائل التواصـل االجتامعـي 47 ( " وجمموعـات معينـة يف حرضمــوت تظهــر غري ذلــك خاصــة يف اجلزئيــة األخرية؛ ألن اجلزئيــة األوىل مــن ا . فنجـد منـارصي الفئـات السياسـية لقـاء أصحـاب الفكـر الواحـد قـد حتققـت فـعا ًل يتواصلــون مــع املســتخدمني املنتــمني لــذات الفكــر واأليديولوجيــا ســواء يف بقيــة املحافظـات أو عىل مسـتوى الـدول األخـرى عرب غـرف الصـدى وفقاعـات الفـلرتة، فــيام مل ُيُعــ ِط ذلــك التواصــل نتائجــه يف إظهــار التعصــب وخطابــات الكراهيــة مــن أولئـك املسـتخدمني عرب وسـائل التواصـل االجتامعـي يف أغلـب األوقـات. وهـو مـا أظهرتـه نتائـج السـؤال األخري، وربام األمـر -كام ُذُكـر سـاب ًقًا- يعـود إىل ضبابيـة الوضـع بـَل الفاعـلني السياسـيني يف تلـك الفئـات السياسـية، �ِ السـيايس وتكـرار الوعـود مـن ِق دون احلصـول عىل نتائـج واقعيـة تعطـي للمسـتخدم الثقـة واملصداقيـة بـهم، إىل جانـب الوعــي بأمهيــة االختالفــات السياســية التــي حيظــى بـها املســتخدم يف حرضمــوت. ومــا يــدل عىل ذلــك أي ًضًــا مــا الحظــه الباحــث مــن أن العديــد مــن املســتخدمني لشـبكات التواصـل االجتامعـي -ومنهـم بعـض الصحفـيني املنتـمني إىل فئـات سياسـية خمتلفـة ولـهم منطلقـات أيديولوجيـة متعارضـة مـع بعضهـم البعـض بشـكل كامـل- يـا خالل بعـض املناسـبات الدينيـة أو � ين ِّظِمـون عـد ًدًا مـن االجتامعـات واللقـاءات واقع االجتامعيـة، مثـل شـهر رمضـان أو أعيـاد الفطـر واألضحـى وغريهـا، ويشـاركون ذلـك عرب حســاباهتم عىل الشــبكات االجتامعيــة. وهــذا يثبــت مــدى الوعــي باالختالفــات

Made with FlippingBook Online newsletter