العدد 4 – يوليو تموز 2024

41 |

ض ـًا مـن التعريـف � ). وبـات بعـض الصحفـيني والصحفيـات خيشـى أي 52 خـان يونـس( هبويتـه املهنيـة وارتـداء درع الصحافـة أثنـاء ممارسـة عملـه امليـداين حتـى ال يسـتهدف س ـًا كـب ًريًا للصحفـي؛ إذ � ثـل هاج � وهـذا يم " اجليـش اإلرسائـييل أفـراد عائلتـه وأقربائـه، لقـد كانـت التهديـدات " .) 53 ( " كيـف يسـتطيع القيـام بعملـه يف ظـل هـذه الظـروف؟! مبـارشة -تقـول مراســلة اجلزيــرة اإلنجليزيـة يف قطـاع غـزة، يمنـى الســيد- عندمـا اتصــل ضابــط باجليــش اإلرسائــييل بزوجــي، وأخربه: أنــا أعــرف مــن أنــت. خــذ .) 54 ( " ا عائلتـك واخـرج حـاا ًل يـُشري هـذا املعطـى، أي التهديـد األرسي ونتائجـه، إىل نسـقية الفعـل اإلبـادي الـذي � و ض ـًا عىل البعـد االجتامعـي يف تـدمري كيـان اجلامعـة الصحفيـة الفلسـطينية بعدمـا � يركـز أي ن ذلـك مـرة أخـرى أن اإلبـادة ي ـُبن ِّي � اسـتهدف أعضـاء الكيـان املهنـي بصـور خمتلفـة. و اإلعالميـة التـي يرتكبهـا اجليـش اإلرسائـييل ضـد الصحفـيني الفلسـطينيني تسـتهدف الـموت " يـ ًا. ويبــدو مصطلــح � يـ ًا أو جزئ � يـ ًا) وتدمريهــا كل � اجتثــاث اجلامعــة (اجتامع ا يف هـذا السـياق الـذي اسـتخدمه عـامل االجـتامع، أورالنـدو باترسـون، داا ًّل " االجتامعـي عـن حالـة االجتثـاث التـي يتعـرض هلا اجلسـم الصحفـي، وسـُتُق ِّدِم الفيلسـوفة، كلوديـا قـًا لـهذا املصطلـح مـن خالل ربطـه باإلبـادة � )، مقاربـة أكثـر عم Claudia Card كارد ( اجلامعيـة التـي تنطـوي عىل رش خـاص؛ إذ يتجـاوز الفعـل اإلبـادي الـموت اجلسـدي إىل .) 55 الـموت االجتامعـي الـذي يـؤدي إىل فقـدان املعنـى حليـاة الفـرد وحتـى هنايتهـا( فعندمـا يتـم تـدمري جمموعـة هلا هويتهـا الثقافيـة اخلاصـة، يفقـد الناجـون تراثهـم الثقـايف بــل ربام يفقــدون روابطهــم بني األجيــال ويصبــح األحفــاد مــغرتبني بالــوالدة، وال يعـودون قادريـن عىل االسـتمرار والبنـاء عىل التقاليـد والتطـورات الثقافيـة ومشـاريع األجيـال السـابقة. لذلـك فـإن رضر الـموت االجتامعـي ليـس أقـل خطـورة مـن الـموت اجلسـدي، بـل يمكـن أن يـؤدي إىل تفاقمـه مـن خالل جعلـه غري الئـق، وإزالـة مجيـع ا وحتـى جعـل مـوت الروابـط والسـياقات االجتامعيـة القـادرة عىل جعـل الـموت حمتـما ًل .) 56 الـمرء ذا معنـى( ثـل الـموت االجتامعـي املنجـز الـذي تنبنـي عليـه خطـة إرسائيـل لتـدمري الكيـان � إذن، يم االجتامعــي للجامعــة الصحفيــة الفلســطينية، ويتخــذ ذلــك مظاهــر وأبعــا ًدًا خمتلفــة تكشـف نسـقية الفعـل اإلبـادي. فقـد ركـز اجليـش اإلرسائـييل عىل عمليـات القتـل الواسـع ألفـراد أرس الصحفـيني وأقربائهـم وتـدمري املنـازل فـوق رؤوسـهم، ووَّثَقـت

Made with FlippingBook Online newsletter