العدد 4 – يوليو تموز 2024

47 |

ينبغـي لوسـائل اإلعالم أال تكـون حـارضة وبقـوة. ولـهذا منعـت الطواقـم الصحفيـة األجنبيـة مـن الدخـول إىل غـزة لتغطيـة الـحرب، وحاربـت الطواقـم الصحفيـة املحليـة مــن خالل قطــع االتصــاالت واإلنرتنــت وإتالف الرشائــح اهلاتفيــة والتشــويش عىل ض ـًا املقـرات واملكاتـب اإلعالميـة والسـيارات � االتصـاالت والبـث... واسـتهدفت أي ا عـن األشـخاص بشـكل مبـارش الذيـن يقومـون بأعاملـهم بجـرأة واملقـدرات، فـضا ًل .) 71 ( " واضحـة هـذه الـحرب التـي ُتُعـد األكثـر رشاسـة عىل " ويـرى بعـض الصحفـيني اآلخريـن أن م ـ َِل الصحفــي، �َ كانــت تتطلــب مــن املنظــور اإلرسائــييل تقويــ َض َع " قطــاع غــزة وإســكا َت صوتــه وإخفــاء الصــورة، وهــو األمــر الــذي لــن يتحقــق إال باســتهداف ). وكان الصحفيـون 72 وسـائل العمـل املهنـي واملعـدات الصحفيـة واملقـار اإلعالميـة( يـجدون صعوبـة حتـى يف شـحن هواتفهـم وأجهـزة احلاسـوب املحمولـة والـكامريات... تسـعى إرسائيـل مـن خالل ذلـك إىل القضـاء عىل الصحافـة واملعلومة املسـتقلة، " إلـخ، و والتضييـق عىل الصحفـيني إمـا للقضـاء عليهـم، أو إسـكاهتم، ومـن ثـم خلـق ظـروف شـبه مسـتحيلة للعمـل الصحفـي. نحـن نتحـدث عـن قتـل الصحفـيني وهتجريهـم... م ـَر بيوتـهم... � إذ ينامـون يف اخليـام واملستشـفيات، ويفقـدون أرسهـم وأقرباءهـم وُتُد ويشـتغلون مـن دون إنرتنـت وال كهربـاء ويواجهـون خماطـر شـخصية حتـى يسـتطيعون القيـام بعملهـم... يسـتحيل أن يعيـش الصحفـي ذلـك عىل مـدى أربعـة شـهور ويقـوم .) 73 ( " بعملـه يـ ًا عىل مســتوى اإلبــادة اإلعالميــة أن تــدمري اجلامعــة الصحفيــة � ويعنــي ذلــك عمل يـ ًا، حيتــاج إىل جتريدهــا -باســتخدام مجيــع � يـ ًا أو جزئ � والقضــاء عىل كيانـها املهنــي، كل وسـائل العنـف املادي والنـفيس- مـن مقدراتـها املاديـة ووسـائل إنتـاج املادة اإلعالميـة ملنعهـا مـن نرش جرائـم وانتهـاكات االحـتالل اإلرسائـييل يف مـدن القطـاع. وهـذا مـا ر التــدمري الواســع ملقــرات املؤسســات واملكاتــب اإلعالميــة مقارنــة بالـحروب ي ـ ُفر ِّس � السـابقة. فقـد و َّثَقـت املنـظامت احلقوقيـة الدوليـة والنقابـات املهنيـة حجـم هـذا الدمار؛ إذ رصـد التقريـر السـنوي للحريـات العامـة لنقابـة الصحفـيني الفلسـطينيني، يف هنايـة مؤسسـة صحفيـة وإعالميـة 80 " ، وبعـد ثالثـة أشـهر فقـط مـن الـحرب، أن 2023 العـام مـن املطابـع 9 تعرضـت لالسـتهداف بالقصـف والتـدمري الـكيل واجلزئـي. كام تعرضـت 91 الفلسـطينية يف الضفـة الغربيـة لالقتحـام واالسـتيالء عىل حمتوياتـها، فـيام تـم اقتحـام

Made with FlippingBook Online newsletter