العدد 4 – يوليو تموز 2024

| 488

للخطـاب اإلرسائـييل عىل مـحركات البحـث وشـبكات التواصـل االجتامعـي. وال ُتُعـد فكـرة االحـتالل الرقمـي جديـدة، ولكنهـا الصـورة األحـدث مـن الرقابـة التقليديـة عىل اإلعالم التقليـدي الـذي انرصف عنـه قطـاع واسـع مـن اجلمهـور؛ إذ يامرس هـذا االحـتالل الرقمـي دوره بصـورة عابـرة للحـدود ويعمـل عىل تعزيـز اخلطـاب املهيمـن الداعـم إلرسائيـل وإعـادة إنتـاج أنظمـة رقابيـة اسـتباقية تـحول دون انتشـار اخلطـاب الداعـم للقضيـة الفلسـطينية. ويؤكـد ذلـك الـدور املهـم لإلبـداع الرقمـي الـذي ظهـر ثـل يف مشـاركة أصحـاب اخلربات، التـي واجهت � ، ويتم " الشـيخ جـراح " خالل أحـداث الظلــم واالضطهــاد، بتجاربـهم لتعزيــز صــف املقاومــة الشــبكية وتـجاوز املعوقــات الرقابيـة، وهـو مـا أسـفر عـن حالـة نضاليـة اسـتثنائية ضـد االحـتالل الرقمـي يمكـن اسـتثامر نتائجهـا يف املسـتقبل. . الفجوات المعرفية ألطروحات الكتاب 2 غفلـت معظـم األطروحـات التـي ق َّدَمهـا الكتـاب، يف سـياق التفـاؤل بالتـأثري املمكـن لشــبكات التواصــل االجتامعــي، عــن التحديــات التــي تواجــه هــذا التحــول؛ إذ إن ا إلحـداث تغـيري ملمـوس يف السياسـات التحريريـة لوسـائل الطريـق ال يـزال طـويا ًل ا عـن أن يكـون هـذا التـأثري مسـتدا ًمًا وينعكـس عىل قناعـات اإلعالم الغربيـة، فـضا ًل قطاعـات عريضـة مـن الـرأي العـام العالمـي. ومـن ثـم ال تـزال حالـة عـدم التكافـؤ بني ض ـًا شاسـعة بني التيـار الرئيـس لوسـائل � املايض واحلارض موجـودة، وال تـزال الـهوة أي اإلعالم الدوليـة األوسـع انتشـا ًرًا واألكرب تـأث ًريًا واملسـاند لالحـتالل اإلرسائـييل، وتيـار وــسائل اإلعالم الدولــية املــساند للقضــية الفلــسطينية. وعىل الرغـم مـن اإلضافـة املعرفيـة لطبيعـة واجتاهـات الرسديـات املعارضـة للخطـاب املهيمـن حـول الرصاع الفلسـطيني-اإلرسائييل، والتـي ب َّيَنهـا الكتـاب مـن خالل التحليل املقـارن لألداء اإلخبـاري للشـبكات اإلعالميـة يف عـدد مـن الـدول التـي تدخـل يف ر عـن موقـف تـحرري منافسـة مـع الـدور األمريكـي (روسـيا والـصني)، أو التـي تـعر ِّب مــن التبعيــة األمريكيــة (تيليســور)، إال أن اخلالصــات النهائيــة ملضمــون التحليــل مل تتجـاوز التعـبري االنفعـايل تجـاه األحـداث؛ إذ مل هتتـم أي مـن هذه الشـبكات باسـتحضار السـياق التاريـخي والثقـايف لـلرصاع. فاكتفـت بالرتكيـز عىل أحـد جوانبـه الظاهريـة، كأن تتعاطـف مـع مشـاهد الضحايـا والدمـار، أو تنتقـد املوقـف األمريكـي يف املسـاندة غري

Made with FlippingBook Online newsletter