العدد 4 – يوليو تموز 2024

489 |

املرشوطـة إلرسائيـل. كام جانبـت إحـدى اخلالصـات حقيقـة األمـر، حيـنام وصفـت باملتــوازن، ويـحاول الوقــوف عىل " 24 فرانــس " املوقــف الفــرنيس الــذي عربت عنــه مسـافة واحـدة بني طـريف الرصاع، وتغافلـت عمـ ًدًا عـن طبيعـة الرصاع مـع إرسائيـل ثـل قـوة احـتالل، وأن مقاومتهـا حـق مرشوع، وإذا كان ألحـد الـحق يف الدفـاع � التـي مت ــعن نفــسه، فــهو بالتأكــيد الــطرف األضــعف ولــيس الــطرف األــقوى. طـرح الكتـاب رؤيـة مقبولـة لتحقيـق التـوازن يف التقاريـر اإلخبارية حـول الرصاع تقيض برضورة تنـاول السـياقات التارخييـة واالجتامعيـة والثقافيـة حتـى يتسـنى للجمهـور فهـم اإلطــار العــام لألخبــار ومــدى مســؤولية كل طــرف عام يـحدث إال أن هنــاك بعــض العقبـات التـي تـم جتاهلهـا وتحـول دون حتقيـق هـذا الـهدف. ُتُعـد العقبـة األوىل مهنيـة؛ إذ يتعلـم الصحفيـون أن أخبـار الـحروب والرصاعـات هـي مـن جنـس األخبار اخلشـنة، والتـي ُيُكتفـى فيهـا برسد أهـم مـا حـدث ويليـه مبـارشة األقـل أمهيـة. والعـرف السـائد أن يتـم إبـراز حصيلـة الضحايـا مـن القـتىل واجلرحـى باعتبارهـا أهـم جانـب يف اخلرب، أي إن هتميـش السـياق يـحدث كعـرف مهنـي يف تغطيـة أخبـار الرصاعـات. والعقبـة ثـَل يف السـيطرة شـبه املطلقـة للرسديـات اإلرسائيليـة، وتغلغلهـا � الثانيـة بنيويـة، وتتم العميـق يف الوعـي العـام ملنتجـي األخبـار يف وسـائل اإلعالم الدوليـة. وقـد حتولـت هــذه الرسديــات إىل التفــسري املنطقــي املقبــول لتــأطري أحــداث الرصاع الفلســطيني- اإلرسائـييل بام حتملـه مـن حتيـزات هيكليـة ضـد أي روايـة ختالـف الروايـة اإلرسائيليـة أو تتناقـض معهـا. ض ـًا مقارنـة تبـدو مشـتتة إىل حـ ٍّد مـا، وغري متسـقة يف بنـاء عالقـات � وقـ َّدَم الكتـاب أي بني املتـغريات التـي تقـارن بينهـا. فال توجـد عالقـة مبـارشة بني تغطيـة وسـائل اإلعالم الدوليـة للرصاعـات يف القـارة اإلفريقيـة، ومـا تتسـم بـه هـذه الرصاعـات مـن خلفيـات إمربياليــة خمتلفــة يف منطلقاتـها وأهدافهــا عــن طبيعــة الرصاع الفلســطيني-اإلرسائييل الـذي حيرض فيـه البعـد األيديولوجـي واجليوسـيايس إىل حـ ٍّد كـبري. إن ربـط أهـداف التنميـة والـسالم املسـتدام لألمـم املتحـدة قـد يبـدو منطقًّيًا ومتسـ ًقًا مـع القـارة اإلفريقية التـي تعافـت مـن االسـتعامر وتتجـه نحـو حتقيـق هـذه األهـداف بخطـى واثقـة، ختتلـف قـًا ملسـتوى الـسالم االجتامعـي املتوافـر لديـها. أمـا � رسعتهـا مـن دولـة إىل أخـرى وف عنـد ربـط هـذه األهـداف بدولـة االحـتالل اإلرسائـييل ورسدياتـها الصهيونيـة التـي تغلغلـت لقـرن مـن الزمـان يف التغطيـات اإلخباريـة لوسـائل اإلعالم الدوليـة لتشـكل

Made with FlippingBook Online newsletter