" اإلنسانية " معبر ميديكا.. سوق اســتحضرت هذه المشــاهد وأنا في محطة القطار في وارســو التي كانت تســتقبل الالجئين الواصلين إلى العاصمة بعد أن قطعوا رحلة قاســية استغرقت أياما هربا من مدنهم التي تقصف في أوكرانيا. في اليوم التالي كان البد من التحرك فجرا إلى المعبر الحدودي ميديكا. وصلت إلى هناك منتصف النهار بعد ست ساعات من السياقة. ومباشرة شرعنا في العمل. كان المعبر الحدودي يضج بالناس: هناك الجئون، ومتطوعون، وصحافيون، وعناصــر أمــن، ومخبرون من كل أنحاء الدنيا، وآخرون ممن ال نعرفهم... الله وحده يعلم بما يدبرون! كان المشهد شبيها بسوق، كل يعرض فيها بضاعته. مئــات مــن المتطوعين من بولنــدا ومختلف أنحاء العالم، ونشــطاء في جمعيــات مختلفة بعضهــا دولي وبعضها محلي. كلها تعرض المســاعدة. ماء بأنفه " مهرج " وأغذية وأغطية ولعب لألطفال وشــرائح اتصاالت، بل ثمة أيضا األحمر الشــبيه بحبة طماطم وشــعره األصفر يالعب األطفال ويسليهم وينتزع منهم الضحكات ومن أمهاتهم االبتسامات. كان األمر شبيها باحتفاء جماعي بالالجئين الذين كانوا يجدون في انتظارهم حافــ ت تنقلهــم إلى مركز إيواء جماعي مؤقت في بلدة تيســكو التي ال تبعد عن المعبر سوى بضعة كيلومترات، وهو عبارة عن مركز تجاري أعيدت تهيئته ليصبــح ملجــأ يقضي فيه الالجئون أيامهم األولــى ريثما يدبرون أمرهم أو يتم تدبير مستقر دائم لهم. عندمــا وصلت إلى هناك بداية شــهر مارس/آذار كانــت أعداد الالجئين ألفا كل يوم، وكان مجموع الالجئين الذين دخلوا بولندا 30 الواصليــن تقــارب قد قارب ثالثة ماليين، وقد وصل فيما بعد إلى ثالثة ماليين ونصف. ، أما سكان العاصمة وارسو % 10 كان ذلك يعني زيادة سكانية عامة تتجاوز . لكن ذلك لم يفت في عضد الحكومة البولندية % 18 فقد زادت نســبتهم بنحو ولم يؤد إلى موجة عداء ضد األوكرانيين.
118
Made with FlippingBook Online newsletter