كتاب تغطية الجزيرة للحرب الروسية الأوكرانية

فعدد الالجئين الذين اختاروا إسرائيل لم يصل إلى عشر هذا الرقم. وبعد ألفا، ليتبين أن 12 اندالع الحرب كان عددهم وفقا ألرقام رسمية يتجاوز بقليل للهجرة إلى إسرائيل، وهو ما يعني بصيغة أخرى " مؤهلين " منهم لم يكونوا 8000 أن ليس لهم أصول يهودية. لم تتردد إسرائيل في إعادة الالجئين الذين تبين أنهم غير يهود إلى البلدان التي جاؤوا منها. وعندما اشتد الضغط السياسي والدبلوماسي عليها قررت قبول خمسة آالف الجئ لكن بشروط من بينها إيداع مبالغ مالية كبيرة لضمان مغادرتهم بعد الحرب، ودون تمكينهم من العمل أو التأمين الصحي أو إرسال أبنائهم إلى المدارس. بدا األمر صارخًا في تناقضه مع كل القيم اإلنسانية والمواثيق الدولية المتعلقة بالالجئين بما فيها تلك التي وقعت عليها إسرائيل نفسها. في المعبر، لم تكن الوكالة اليهودية المؤسســة الوحيدة التي تعمل لصالح الالجئيــن اليهود، فقــد رَصدت ثالث جمعيات على األقــل إحداها قادمة من الواليات المتحدة، وأخرى من المكسيك وكلها جاءت تحت يافطة تقديم العون اإلنســاني لالجئيــن، لكنها كانت حريصة علــى أن تختص اليهود دون غيرهم، خاصة في موضوع استقبال الالجئين. متطوعون من بعيد.. بعيدا عن السياسة قريبا من اإلنسانية لكن ليس كل العاملين في المعبر من ذوي الحسابات السياسية. التقيــت آنا. وهي شــابة ألمانية في بدايــة عقدها الثالث. كانت تقف على بوابة مركز إيواء الالجئين في بلدة تيسكو القريبة من المعبر وبيدها الفتة صغيرة . " خمسة أفراد … ألمانيا " مكتوب عليها بخط اليد تعني هذه العبارة أنها ترغب في حمل خمســة أفراد من الالجئين للعيش معها في ألمانيا. علمت منها أنها تملك شــقة تتســع الستضافة خمسة أشخاص ســتكون هي سادستهم. تقول لي إن ما يحدث في أوكرانيا يؤرقها وإنها ترغب في أن تساهم بما تستطيع في التخفيف من معاناة هؤالء الالجئين. بعد نقاش أســرَّت لي بأن أمها روســية، وأنها بذلك تحمل الجنســيتين األلمانية والروســية، وقد وجدت نفســها ممزقة بين بلدي أمها وأبيها. ولعلها وجدت في استقبال الجئين طريقتها لمواجهة هذا التمزق.

121

Made with FlippingBook Online newsletter