الوصول إلى كييف كان أول ما ســألت عنه تانيا، مســاعدتنا المحلية التــي أقلتني مع زميلي المصور تشــاغطاي من مطار كييف إلى مركز المدينة حيث ســنقيم: هل هناك من األوكرانيين من يرى أن روسيا هي الوطن األصلي؟ وأن االنسالخ التام عنها خطأ؟ أخبرتني المســاعدة بأن ثمة نظرة مختلفة بين كبار الســن والشباب اتجاه روســيا؛ فكبار الســن نشؤوا في فترة كان فيها االتحاد السوفيتي ما زال قائما ثم شــهدوا انهياره وانفراط عقد جمهورياته.. ولقد عرفوا الروســية لغة رسمية في المدارس، وتشــبعوا بثقافتها ومفرداتها، وهم يستشعرون في أنفسهم القوة حين يلفظون كلمة روسيا. ثم سكتت تانيا قليال قبل أن تضيف وهي تنقل بصرها بين المباني الواقعة بعد الثورة لم يعد باإلمكان " علــى جانبي الطريق المرصوف بحجارة صغيــرة: . " المجاهرة بحب روسيا ، وهو " االســتقالل " المطل على ميدان " أوكرانيا " كنا قد وصلنا إلى فندق الميدان الرئيســي في العاصمة كييف. هذا الميدان الذي ســميت باسمه الثورة (ثورة الميدان األوروبي)، وهو المكان ذاته الذي شــهد 2014 األوكرانيــة عام سلســلة من األحــداث العنيفة انتهت بفــرار الرئيس فيكتــور يانوكوفيتش إلى روسيا، بعد أن اتهمه المحتجون بالتراجع عن المضي في تحقيق اتفاقية شراكة مع االتحاد األوروبي كانت ســتقصي إلى حد كبير االتفاقيات التجارية المبرمة بين روسيا وأوكرانيا. هل ستشن روسيا هجوما؟ كنت أتابع بشكل يومي أعداد القوات الروسية التي احتشدت على الحدود األوكرانية من جهة الشرق، وداخل األراضي البيالروسية، وفي شبه جزيرة القرم، والتي كانت تصل في مجموعها، بحسب بعض التقديرات والتقارير االستخبارية
19
Made with FlippingBook Online newsletter