كتاب تغطية الجزيرة للحرب الروسية الأوكرانية

شــعبيا ورسميا عن المدى الذي يمكن أن يذهب إليه األوروبيون واألمريكيون في الدفاع عن أوكرانيا. السفاارت تنتقل غربا مع اقتراب شــهر فبراير/شــباط من انتصافه، زادت التقارير اإلخبارية عن هجوم روسي وشيك على أوكرانيا. كانت هذه التقارير معززة بصور أقمار صناعية تظهر زيادة في حجم القوات الروسية في محيط أوكرانيا، وانتقال أعداد من هذه الوحدات إلى أخذ وضع االستعداد للهجوم بحسب تقارير أمريكية، وفي المقابل كانت روسيا تنفي بشدة أنها ستهاجم أوكرانيا، في حين كانت دول أوروبية تصر على أن هذا الهجوم الروسي، إذا وقع، ستكون له عواقب وخيمة، وفي مقدمة تلك الدول بريطانيا. زار الرئيس الفرنســي ايمانويل ماكرون موســكو وكييف معا غير أن زيارته لم يكن لها أي نتائج تذكر، ولم تطمئن العالم بأنه لن تقع حرب، إذا ما استمر الوضع الحالي. كنت أســتمع إلى المؤتمر الصحفي للرئيسين الفرنسي ماكرون واألوكراني زيلينسكي من حديقة قصر مارينسكي، وكان واضحا أن ماكرون عاد من موسكو بخفي حنين. في صباح الثاني عشــر من فبراير/شــباط وصلت إلي معلومات تفيد بأن الموظفين غير األساســيين في ســفارة روسيا في كييف قد غادروها، وكان يوما مثلجــا كعــادة معظم األيام في هذه الفترة من العام في العاصمة، اضطررت فيه إلى ارتداد معطف سميك اشتريته مؤخرا، إذ لم تكف كثافة المعاطف التي جلبتها معي من أنقرة. لم يكن هناك أي حراك واضح في الســفارة الروســية عندما وصلت إليها، الروس كانوا قد دعموا نوافذ السفارة بتحصينات أمنية، ولم يكن هناك أيضا أي مظاهر احتجاجية في ذلك اليوم أمامها. كان سؤال المذيع لي خالل مشاركتي من أمام السفارة الروسية في كييف عن حركة الناس في الشوارع، وعما إذا كانت هناك في العاصمة طوابير للحصول على المواد األساسية.

24

Made with FlippingBook Online newsletter