كتاب تغطية الجزيرة للحرب الروسية الأوكرانية

أوكرانيــا، توجهت مع مصور برازيلي صديق إلى بولندا، عبر محطات عدة، في ســاعة، قضيت أغلبها في التخطيط لما يمكنني تنفيذه من 21 رحلة اســتغرقت أفــكارٍ، خاصة فيما يتعلق بتغطية واقــع الحدود والالجئين عبرها، ثم النازحين في لفيف وقصصهم التي كنت أص ًل أريد سماع الكثير عنها واكتشاف تفاصيل حياة شعب جديد يتعرض لمأساة هجرة جديدة في هذا العصر.. فأنا الجئ ابن الجئ.. أزعم أنّي أعرف التهجير واللجوء جيدًا!! القصّة رقم صفر! أثناء خروجنا من باب الطائرة ووصولنا إلى صالة تسلّم الحقائب، تعرفت مع المصور على سيدة أوكرانيّة تبدو عليها مالمح التوتر والقلق تسأل عن طريقة للوصول إلى مدينة لفيف. تساءلنا.. لفيف؟! تلك المدينة التي كان الجميع حينها يخرجــون عبرها إلى خارج أوكرانيــا، وال يدخلها إال أمثالنا من الصحفيين أو الذي تخرج منه آالف " بلد الحرب " أن أســمع سيدة تريد دخول … المتطوعين الســيدات على مدار الســاعة أمر يســتدعي االهتمام.. وهو ما جرى، تحدثنا إليها، وعرَّفتها بنفســي واستأذنت في أن أســمع قصتها، ألُدهش من تفاصيلها! ، أم كانت في مهمة عمل في سويسرا قبل الحرب، تركت طفلتها مع " ماريا " إنها والدها في كييف، إال أن الحرب اندلعت واشتد القصف على المدينة، وأصبح لزاما إخراج الفتاة بأســرع وقت، لكن والدها ال يســتطيع المغادرة نظرا لقوانين الحرب التي تلزم كل الرجال البقاء في البلد وتوجّه من يعرف القتال منهم -كما إلى العودة ســريعًا ألخذ " ماريا " فــي حالة زوجها- إلى الجبهات، مما اضطر ابنتها من لفيف وإخراجها إلى مكان أكثر أمنًا! لــم أتــردد في أن أقترح عليهــا مرافقتنا إلى هناك حيــث وافقت وجهتها وجهتنــا.. وإعــداد تقرير عــن القصّة.. أم ًل في أن يكون لها نهاية ســعيدة في ظل تلك الظروف المعقّدة.. وافقت الســيدة، وبدأنا التصوير من داخل المطار، ثــم انطلقنا إلى الحدود، وبدأت أســمع منهــا ما تعرفه من الداخل عن الحرب وظــروف أهلهــا ومعارفها في أوكرانيا، وبعد صعوبات كثيرة ومرورنا بمحطات اســتقبال الالجئيــن ورؤيــة اآلالف منهم في ظروف شــديدة الصعوبة، بمراكز اإليواء، مشاهد ذكرتني بمثيالتها في عالمنا العربي الذي عانى أهله في كثير من

88

Made with FlippingBook Online newsletter