كتاب تغطية الجزيرة للحرب الروسية الأوكرانية

الخنادق، وهي ذات الرســوم التي كنت قد صورت أمثالها في لفيف عند بداية التغطية، ألمهات يضعنها مع المؤن المخصصة للجنود، على أنها رسائل دعم من أطفالهن إلى المرابطين في الجبهات، وقد تُرجم التقرير وبثَّته قناة الجزيرة بلقان. كان القصف ال يتوقف هناك، والتغطيات تتواصل بوتيرة متسارعة وبشكل مختلف عمّا اعتدت عليه، وكانت األمور تتجه لتصبح أكثر خطورة ودقّة إال أن تزايد اهتمام العالم بقضية الحبوب دفعني إلى العودة إلى أوديســا، الســتكمال اســتعراض جوانــب تلــك القضية األساســية على جدول أعمــال العالم، وال ســيما مع تصاعد الحديث حينها عن احتمال قيام القوات الروســية بتنفيذ إنزال بحري على ســواحل المدينة، مما دفعني إلى طلب تصوير اســتعدادات القوات األوكرانية لمثل هذا السيناريو، وهو جانب لم تتمكن وسيلة إعالمية من تنفيذه نظرا إلغالق الباب أمام مثل هذا الطلب من قبل القوات األوكرانية إال أنني لم أستســلم للرفض، وساعدتني سلســلة التقارير المختلفة، والتغطية الطويلة التي عززت الثقة في طلبي فحصلنا على إذن لنكون أول وآخر وسيلة إعالمية تغطي هــذا الجانــب في ذاك الوقت، ولنتمكن من الوصــول إلى موقع لقوات الدفاع البحري، واالطالع على أسلحتهم وجوانب سُمح لنا بتصويرها من استعداداتهم في حين بقيت جوانب أخرى ســريّة، وليكون هذا التقرير الخاص حينها، آخر أيام متواصلة من دون انقطاع، وهي أطول مدّة 103 تقاريــري فــي تغطية دامت لمراسل أجنبي بشكل عام ولدى الجزيرة بشكل خاص يغطّي الحرب األوكرانية. رحلــت عن أوكرانيا حام ًل كل ما مضى مــن قصص وتجارب وتفاصيل عشــتها في تلك الفترة الطويلة، متوقعًا أنني لن أعود إليها في القريب... لكنني عدت؛ وتلك قصة أخرى.

96

Made with FlippingBook Online newsletter