الأمن الخليجي: مصادر التهديد واستراتيجية الحماية

الدولة تكو ن آمنة ُ طالما أنها ليست في خطر التضحية بالقيم الأساسية إذا اضط  رت  إﱃ ﲡن ٍ ب حر ما، وأنها قادرة إذا تم ﲢديها على صيانتها بالانتصاار في تلاك اﳊر ( 1 ) . ويتضح أن ُ التعاريف السابقة تركز بشكل عام على القوة كم ِّ وج ه لسياساة الأمن القومي أ و الوطﲏ، وتؤكد ضرورة أن يكون لادى الدولاة الإمكاناات والقدرات العسكرية بما فيها المعدات والأ سلحة اللازمة لتحقيق أهادافها، وهاذا الاﲡاه يشير إﱃ أ ن فكرة الأمن ترتبط بمعﲎ الردع والدفاع الذاتي العسكري عان طريق تنظيم القوة العسكرية، والاستعداد الدائم لمواجهة أي تهديدات عسكرية من اﳋارج ( 2 ) . وقد واجهت هذه النظرية التقليدية الواقعية للأمن الكثير من الانتقادات ؛ حيث إ ُ ن المفهوم العسكري ي ْ ف ِ ر ط في التركيز على القوة العسكرية للدولة، وعلى ضارورة الاستمرار في بناء وتعزيز المؤسسات العسكرية كاﳉيش وأجهزة الأمن والمخاابرات وغيرها، من أ جل الإبقاء على جا هزية الدولة واستعدادها لمواجهاة أي تهديادات عسكرية. ومن الطبيعي أ ُ ن يكون الاهتمام بالب عد العساكري وصاناعة وتطاوير الأسلحة والتركيز عليه من قبل أي دولة على حسا  قضايا ومقد رات اجتماعياة واقتصادية وتنموية أخرى إﱃ درجة أ ن الاهتمام بالأمن العسكري يسايطر علاى الدولة ًّ مادي ًّ ا ونفسي ًّ ا وفكري ً ا، ويصبح دور المؤسسات المدنية ﳏدود ا ُ للغاية، وقد ي ْ ن َ ظ ُ ر إل يها باعتبارها ً عنصر تهديد للأمن وليس عنصر ا ً داعما ً ومساندا له ( 3 ) . ويذهب الاﲡاه الذي ينتقد المفهوم العسكري للأمن إﱃ كونه ا عان ً قاصار مواكبة المتغيرات والتطورات الﱵ حدثت وش هدها العا لم في العقود الأخيرة، وهاو مفهوم كلاسيكي قد تعرض للنقاش بصورة كبيرة في الدوا الغربياة، وظهارت اﲡاهات جديدة تربط مفهوم الأمن ب قضايا و أ ً بعاد أكثر اتساع ا تتجااوز المجااا ( 1 ) Lippmann, W., US Foreign policy: shield of the Republic , (Little Brawon, Boston, 1943), p. 45. ( 2 ) هلاا، الأمن القومي العرباي، ص 10 . ( 3 ) Yergn, D., Shattend Peace: The origins of the cold war and the National scurity state , (Houghton Mifflin, Boston, 1978), pp. 5-16.

15

Made with FlippingBook Online newsletter