الأمن الخليجي: مصادر التهديد واستراتيجية الحماية

بتدمير أي مشروع لبناء الدولة إذا لم تراع فيه حساسية هذا الوضاع وإفرازاتاه التارﳜية المختلفة ( 1 ) . ً ويبدو واضح ا أ ن الأخطاء الﱵ ارتكبتها أميركا في العراق كثيرة ومتعاددة، فمن الاستخفاف با لتوازنات الطائفية والقبلية، وﲢفيز النوايا الانتقامية لدى ﳐتلف الطوائف من خلاا فرض سياسة المحاصصة الطائفية، وحال اﳉايش العراقاي ومؤسسات اﳊكم السابق ، والتدخل لدعم طرف على حسا الآخرين في قانون إدارة الدولة المؤقت . ت إﱃ ﲡذير الانقسام وشر  كل هذه الأخطاء أد ذمة المجتماع ُ فقدان الأمل في بناء وطن عراقي م  م َ العراقي؛ ومن ث  وح د ذي طبيعة اﲢادية تتحكم في الأطراف وتشدها بإطار المركز في بغداد، ونتيجة لذلك لا يازاا الوضاع في العراق غير مستقر، وما زالت عمليات التفجير والتدمير والقتل ودواماة العناف ماضية ومستمرة على الرغم من انسحا القوات الأميركية المقاتلة مان المادن ً والقرى العراقية إﱃ معسكرات تتجمع فيها؛ وقد ازداد الأمر سوء ا بعد انساحا القوات الأميركية في نهاية عام 1011 كما وعد الرئيس الأميركي بارا أ وباماا، ً وقد شهدت الساحة العراقية اضطراب ً ا وصراع ًّ ا سياسي ا باين ﳐتلاف الق ياادات السياسية بعد الانسحا الأميركي ؛ مما يشير إﱃ إمكانية استمرار حالاة التاأزم وفشل العملية السياسية ؛ الأ مر الذي سيكون له انعكاسات وتداعيات سلبية على الأمن اﳋليجي. إ ن تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية جعل شبح تقسيم العاراق إﱃ عادة دويلات أ ً مرا ا ً متوقع ترغب فيه بعض القوى السياسية والطائفية، خاصة الأكاراد والشيعة، ﲝيث تكون هنا دولة كردية في شماا العراق ودولة شيعية في جنوباه على غرار نمط اﳉمهورية الإسلامية الإيرانية ؛ إ ن مثل هذه التطورات تشاكل في حد ذاتها مصدر قلق وحالة من عدم الاستقرار والتوتر في دوا ﳎلاس التعااو ن اﳋليجي ؛ إذ من المرجح أ ن التقسيم سيثير تطلعات وطموحات الأقليات الشايعية في دوا المجلس ويدفعها إﱃ المطالبة باﳊصوا على مكاسب سياساية واقتصاادية ( 1 ) أ بو عامود، ﳏمد سعد، "في بناء ا لدولة الوطنية "، السياسة الدوليـة ، (العادد 131 ، أكتوبر / تشرين الأوا 1001 )، ص 44 .

74

Made with FlippingBook Online newsletter