أوروبا والعالم العربي: رؤية نقدية للسياسات الأوروبية

جمع عليه المسؤولون الأوروبيون، ُ الفلسطينية خائرة القوى. وهذا الرأي، وإن لم ي لكنه مقبول لدى الكثيرين في الشارع العر بـي. إنه لمن السهل اد الأورو على الا بـي مـن ً د الفاتورة" بدلا ِّ سد ُ أن يقوم بدور "م نفق من أموال، بل بجودة النتائج ُ قاس بما أ ُ قيقي لا ي  "الفاعل". ولكن النفوذ السياسي ا المحققة، كما أن القيادة الفعلية تتطلب استشعار الهدف، وموارد اقتصادية وعسـكرية وصورة لافتة للأنظار، ورؤية طويلة الأمد، وعملية قوية لا اذ القرار، وطاقم عمل من  ـدة. ومـع أن الدبلوماسيين على درجة من الكفاءة، وفوق كل هذا، جهة فاعلة موح اد الأورو الا بـي معة، فإنه لـي جهـة  لا ينقصه ذوو الكفاءة، ولا الموارد ولا الس دة؛ ذلك أن ما تتوصل إليه الدول الثمانية والعشرون الأعضاء من اتفاقـا فاعلة موح تكون في معظم الوقت على "القاسم المشترك الأدنى". فألمانيا، على سبيل المثال، ظلـت ج من انتقـاد الممارسـا ارسـرائيلية في حبيسة الذكريا القديمة، وكانت تتحر ا تنحاز إلى جانب الولايـا ً ا بريطانيا فكانت دوم الأراضي العربية المحتلة على الملأ. أم المتحدة التي ما ا ا، فيما لم يفتر نشاط فرنسا الدبلوماسي ً الفها مع إسرائيل وطيد نفك اد الأورو ملة، يفخر الا رغم قلة آثاره الملموسة. وفي ا بـي ـل  بأنه نصير مخلص الدولتين، ولكن "من دون استراتيجية لتحقيق هذا الهدف" ( 1 ) . اد الأورو إن إسرائيل شريك مهم للا بـي بمبلغ 63 مليار ي ورو سنة 2102 . وقد ذكر المجل الأورو بـي في إيسن سنة 0991 ، أنه "يجب أن تتمتع إسرائيل.... اد الأورو بوضع خاص في العلاقا مع الا بـي على أساس المعاملة بالمثل والمصالح المشتركة" ( 2 ) ، مع أنه، في هذا الوقت، كان قد مضى على الاحـتلال ارسـرائيلي للأراضي العربية 22 سنة. فهل تكافئ أوروبا الاحتلال بـ ؟"ِّ اص  "الوضع ا آخر على انعدام ً م مثالا ِّ سين علاقاتها مع إسرائيل، تقد فإن أوروبا؛ إذ تعتزم الترابط ( 3 ) ؛ فمنذ 0993 ـاد في برنـامج الا ً ا كـاملا ً ، ما فتئت إسرائيل مشارك ( 1 ) Hollis, Rosemary: “The Basic Stakes and Strategies of the EU and Sember States”, op, cit, p. 39. ( 2 ) الاستنتاجا الرئاسية متوفرة عبر الرابط : http://www.comcilium,Europa.eu/eudocs/cms ( 3 ) انظر: Euro-Mediterranean Human Rights Network: “EU-Israeli: Promoting and Ensuring Respect for International law”, Brussels, 2012, p. 61.

59

Made with FlippingBook Online newsletter