العدد 1 – يناير - كانون الثاني 2023

159 |

إعالم ثنائي االتجاه، وهو إعالم مشارك في إعداد ومعالجة ونشر واختيار المضامين اإلعالميــة. فقد فرضت هذه التحوالت على وســائل اإلعــ م التقليدي التكيُّف مع التغييرات التكنولوجية من خالل االندماج لتواكب التطورات الحديثة التي أثَّرت على مكانتها ووجودها، ولتتواصل مع الجماهير من خالل إنشاء مواقع وصفحات خاصة بها عبر الشــبكة المعلوماتية؛ إذ غدت الوســائط الرقمية الجديدة، وأهمها الشبكات االجتماعية والتطبيقات الرقمية، وسائل لتحرير الجماهير من اإلعالم التقليدي للتعبير عن الرأي والرأي اآلخر، الذي أبقاهم لعقود عبارة عن متلقين ومتابعين ومشاهدين فقــط، وأصبحوا متحكمين اجتماعيًّا وإعالميًّا وسياســيًّا، يصنعون األخبار ويُدخِلون عليها ما يشــاؤون ويحُدِّثونها ويوُجِّهونها عبر هذه التقنيات، ألن التفاعلية والترابط ) باتت سمات تميز البيئة 89 وإمكانية الوصول إلى المستخدمين كمرسلين ومستقبلين( الجديــدة عن اإلعالم التقليدي، باإلضافة إلــى الفجوة المعرفية التي جاءت لصالح هذه البيئة اإلعالمية؛ إذ أصبحت منافسة لهذه الوسائل كونها منصة للنشر والمشاركة، والتفاعل، والتعليق، ولتتحول إلى أداة للتأثير على مستخدميها. كمــا أنهت البيئة الرقميــة الجديدة -ممثَّلة في شــبكات التواصل االجتماعي، مثل ) Academia ( " أكاديميا " فيســبوك، وتويتر، والشــبكات االجتماعية المتخصصة مثل )، والمدونات، ومواقــع الويكي، والمنتديات، ومجتمعات Linkedin ( " لينكــد إن " و المحتوى وغيرها- مفهوم الســيطرة اإلعالمية لوســائل اإلعالم التقليدي. وخلخلت هذه البيئة الجديدة المؤسســات اإلعالمية بما فيها اإلعالم الرســمي، مما أدى إلى تفكيــك تعريــف االتصال الجماهيري الذي غيَّر المشــهد اإلعالمي جوهريًّا بأكمله )، وســمحت للجماهير بالتحكم في المحتوى اإلعالمي 90 وخاصة الصحافة كمهنة( )، ومــن ثم التحول في إنتاج وتلقي المعلومات 91 ( " بأين وكيف ومتى " فيمــا يتعلق ومجريات األحداث. فأصبحت البيئة اإلعالمية الرقمية الجديدة تمثِّل شــك ًل جديدًا مــن أشــكال القوة والضغط والتعبئــة والتأثير، خاصة أنها تحقــق لإلعالم مختلف شــروط القيم الخبرية الســبع (اآلنية، القرب، األهمية، والشهرة، والتأثير، والتداول، والصراع)، وبشكل خاص معيار اآلنية واألهمية والصراع باعتبار أن شبكات اإلعالم االجتماعي ال تخضع في طبيعة عملها لنفس معايير التدقيق المهنية التي تتبعها وسائل اإلعالم التقليدي، وتتحرر من جميع قواعد األخالقيات ومواثيق الشــرف التي تلتزم بها المؤسســات اإلعالمية. كما أن هناك عددًا من العوامل الرئيســية التي أدت إلى

Made with FlippingBook Online newsletter