العدد 1 – يناير - كانون الثاني 2023

17 |

عُسْــر تحوُّلها في بيئة الويب بعد أن تراجعت فاعلية النمط االقتصادي الكالســيكي حتى في إخراجها من وضعها الهش؟ . بماذا يمكن تفسير نجاح بعض الصحف األجنبية في التغلب على الصعوبات التي 3 كانت تُهدِّد وجودها، وتمكُّنها من تحقيق اندماجها في بيئة الويب بطريقة ســمحت لنسخها الورقية من التطور وضمنت مقومات ازدهار نسخها الرقمية؟ . كيف يمكن أن نفهم هشاشــة وضع العديد من الصحف العربية وندرك العوامل 4 التي تعيق تحوُّلها في بيئة الويب؟ اإلطار المنهجي تتطلب محاولة اإلجابة عن هذه األسئلة تبنِّي مقاربة مالئمة لفهم وَهَن الصحافة العربية الورقية ممارسة ومهنة، ومؤسسة اجتماعية، وأشخاصًا ونصوصًا، من جهة، واستيعاب اإلستراتيجيات التي تبنَّتها الصحف األجنبية وطوَّرتها لمواجهة أزمتها ولبعث صحافة )، وهي: 5 في شبكة اإلنترنت تخضع للمبادئ التي أضحت تحظى بإجماع الباحثين( آنية األخبار وتحديث المحتويات، والتفاعل مع القراء والمســتخدمين، وإنتاج مواد متعددة الوسائط، والكتابة غير الخطية، أي التوظيف الفعال للنص المتشعب في السرد الصحفي. ويرى الباحث أن اختيار أي منهج ال ينفصل عن تصور الباحث لموضوع بحثه وللغاية التي يتوخاها من إنجازه. لذا سيســتعين بالمقاربة التَّفهُّمِية التي ال تعني اســتيعاب الظواهر االجتماعية والثقافية بطريقة حدسية وتعاطفية، بل تروم تسليط الضوء عليها .) 6 لجعلها معقولة ومنطقية في إطار مشروع معرفي وفكري عقالني( اســتعارت بحوث اإلعالم واالتصال المقاربة التَّفَهُمِيَّة من علم االجتماع، ووظفتها في دراســة بعض الظواهر التي تقع في دائرة اختصاصها دون أن تحدد بروتوكولها ). وهذا ما دفعنا إلى العودة إلى المنظور الفيبري (نســبة إلى ماكس فيبر 7 اإلجرائي( )) الذي يُشخِّص هذه المقاربة انطالقًا من المخطط التحليلي المتكون Max Weber ( ). فالعنصر األول استخدمناه لفهم 8 من العناصر التالية: الفهم، والتفســير، والتأويل( المعنى الذي يُقدِّمه الصحافيون/الكتَّاب/المؤسســات الصحفية، لهشاشــة الصحافة ). والعنصر 1 الورقية العربية عبر المتوافر من كتاباتهم، وقد أبرزناه في الجدول رقم (

Made with FlippingBook Online newsletter