العدد 1 – يناير - كانون الثاني 2023

| 36

الصحف التي قمنا بتحليلها ال تنشر حتى العنوان اإللكتروني لقاعة تحريرها، وتكتفي بالعنوان اإللكتروني لقســم اإلعالنات والتوزيع وصندوق بريد مقر الصحيفة ورقم الفاكس، وال تســمح أيضًا بنشــر العنوان اإللكتروني لصحافييها وكتَّابها. وال ندري مــدى تفاعــل الصحافيين في الصحف التي تســمح لهم بتذييــل كتابتهم بعنوانهم اإللكتروني الشخصي مع القراء، ألن تفاعلهم إن حدث يجري في الغالب في إطار خاص بعيدًا عن البنية التنظيمية للمؤسسة الصحفية. وبالتالي، ال يبدو له أثر واضح على الممارسة الصحفية. وتخصص الكثير من الصحف خانات للتعليق على ما تنشره، وقد ذكرنا في الجدول ) أنها غير مُفَعَّلة، وال ندري هل السبب يعود إلدارة الصحف التي أحجمت 5 رقم ( عن نشــر تعليقات القراء على ما تنشــره بحجة سياســية أو أخالقية أو أن القراء ال يعلقون أص ًل على ما يقرؤونه. وبصفة عامة، يمكن القول: إن اإلقبال على التعليقات % من عدد الذين 0 . 5 في بعض الصحف العربية يظل متواضعًا جدًّا؛ إذ ال يتجاوز نسبة اطلعوا على المادة موضوع التعليقات، وتنخفض عن هذا الحد في مواقع الصحف .) 70 الصادرة بلغة أجنبية مثل الفرنسية( تجــدر اإلشــارة إلى أن الصحف العربية ال تكشــف في الغالب عن سياســتها في مجال التعليقات التي تســمح لها بتأطير مســاهمات القراء لتتجنب التجاوزات التي يعاقب عليها القانون، مثل بقية الصحف األجنبية، لوموند كما ذكرنا آنفًا، بل تكتفي بتحديــد عدد الكلمات المتاحة في اســتمارة التعليقــات. حقيقة، لقد بادرت بعض الصحف العربية بإنشــاء مدونــات ومنتديات في مواقعهــا اإللكترونية ثم تراجعت .) 71 عنهــا؛ إذ اضطرت إلى غلقها لكونها أخذت مســارًا يخالــف اتجاه الصحيفة( وهذا التراجع ال يطرح اإلشكال الذي واجهته الصحافة األجنبية في انتقالها في بيئة الويب، والمتمثل في التوفيق والتناغم بين منطق المؤسســة الصحفية ومنطق القراء في الصحيفة، والذي كان محل توتر شــديد " ســلطة القول " أو لنقل: التفاوض حول ) بشكل ضمني أو 72 انتهى برسم الحدود بين منتجات الصحافيين ومساهمة القراء( . إن هذا التراجع " لوموند " صريح ومدون في ميثاق، كما هو الشأن بالنسبة لصحيفة يســائل مدى اســتعداد هذه الصحف لقبول آراء القراء واالضطالع أيضًا بدور منشِّط النقاش العام ومؤطِّره في الوقت ذاته، ومدى قدرتها على مراجعة تصورها للقارئ. لعل عدم قيام هذه الصحف بتصحيح األخطاء الواضحة التي ترتكبها -ويشــير إليها

Made with FlippingBook Online newsletter