43 |
من المســتثمرين باالســتدانة من البنوك إلنشاء صحف أو شراء بعضها. فشهد قطاع الصحافة حركة اندماج واســعة تُوِّجت بتأسيس شركات استثمارية كبرى ذات أسهم مربحة في البورصة، ولم تستثمر أرباحها في تحديث قاعات التحرير وتطوير إنتاجها، ). وبعد تراجع توزيع 90 بل وُجِّهَت إلى رفع نصيب أصحاب األســهم من األرباح( الصحف وانخفاض حصتها من عائدات اإلعالن تراكمت ديونها. أما مصدر أزمة الصحافة في فرنسا؛ فيمكن القول: إنه فلسفي. فقد ظلت فرنسا مؤمنة بــأن الصحافــة تمثِّل مرفقًا عامًّا يعمل لصالح النفع العام وضمان حرية التعبير. لذا، حرصت على ســن القوانين المناهضة لالحتكار في قطاع اإلعالم، وترتب على هذا الحرص ضعف رأســمال الصحف الذي تحتاجه لتطوير بنيتها القاعدية حتى تواكب التطور التكنولوجي، فلجأت إلى رجال المال واألعمال وأرباب الصناعة الذين تولوا إدارتهــا بالذهنيــة التي كانوا يديرون بها أي مشــروع صناعي أو تجاري دون الوعي ، إدراك التحوالت التي " لوموند " ). اســتطاعت بعض الصحف، مثل 91 بخصوصيتها( تنتظر الصناعة الصحفية فتبنَّت إستراتيجية مقدامة للخروج من األزمة، كما هو مُبيَّن .) 6 في الجدول رقم ( ) ويوان Philip Meyer . سقطت الصحافة الورقية فيما يُسمِّيه الباحثان، فيلب مايير ( 2 )، ولخَّصاه في القول: Death spiral )( 92 ( " لولب الموت " )، بـ Yuan Zhang زهانغ ( إن الصحــف التــي تعاني من وطأة األزمة اضطرت إلى تقليص ميزانياتها، فتراجعت نوعية المواد الصحفية التي تنشــرها إلى درجة انصراف القراء عنها؛ فقلَّت مبيعاتها مما أدى إلى تراجع نصيبها من عائدات اإلعالن. واضطرت، مرة أخرى، إلى تقليص الميزانية واالســتغناء عن المزيد من الصحافيين. والنتيجة االســتمرار في تقديم مادة إعالمية هزيلة تُنفِّر القراء منها، وهكذا دواليك. . فَهِم مســؤولو الصحافة الورقية أن النشــر في شــبكة اإلنترنت في مطلع األلفية 3 الثالثــة يُخفِّــف من كلفة اإلنتاج؛ إذ يُوفر لهم ثمن الــورق والطباعة والتوزيع الذي يُثقل كاهلهم. ولم يُقدِّروا إال متأخرين التحوالت التي أحدثتها شــبكة اإلنترنت في قطاع الصحافة الورقية. لقد اعتقدوا أن خطر هذه األخيرة يكمن في مجانية األخبار التي تنشرها، وليس في سحب احتكار اإلعالم من قبضتها وقبضة غيرها من وسائل اإلعالم التقليدية. ورأوا، مثل جل الصحف العربية، أن شبكة اإلنترنت مجرد حامل جديد لنشــر المحتويات، ولم يعملوا على توثيــق عالقاتهم بالقراء الذين يُقدِّمونهم
Made with FlippingBook Online newsletter