العدد 1 – يناير - كانون الثاني 2023

| 44

نيويورك " للمعلنين. لذا، نالحظ أن بعض الصحــف األميركية، مثل " لقمــة ســائغة " ، قامت بتصحيح هذا المسار، فمنحت األولوية لقرائها قبل المعلنين، ونجحت " تايمز في ذلك. ، 2000 اقتنع المستثمرون في الصناعة الصحفية ومالك الجرائد في الدول الغربية، في بــأن التكنولوجيا الرقميــة تُعمِّق أزمة الصحافة، ومن المتوقع أن تقضي عليها إن لم يتخذوا زمام المبادرة باإلجابة عن هذا السؤال: هل باإلمكان الحفاظ على صحفهم الورقية وجعلها رقمية أكثر؟ تعددت اإلجابة عن السؤال حسب القدرة التنافسية لكل صحيفة وموقعها في المنظومة اإلعالمية الوطنية والدولية، ومواردها البشرية، وقدرتها على التكيُّف مع البيئة الرقمية. ومهما اختلفت اإلجابة، فاألمر يتطلب مرحلة انتقالية، ، وكادت تُعلِن إفالسها في 1851 العريقة التي تأسست في " نيويورك تايمز " فصحيفة بعــد أن تنازلــت عن جل ممتلكاتها واســتغنت عن خدمات عُشــر أعوانها، 2000 حدَّدت هدفًا أوليًّا، وهو تحويل قراء الصحيفة إلى مشــتركين، ثم منح نســخة رقمية للمشــتركين في النســخة الورقية، وتحويلهم تدريجيًّا إلى مشتركين في هذه النسخة ؛ إذ زاد عدد المشــتركين 2013 ). وقد تحقَّق هذا الهدف في نهاية 93 بمقابل مالي( ألف مشترك 799 في النســخة الرقمية عن عدد المشتركين في النسخة الورقية، فبلغ % من قراء هذه النســخة 90 ألف مشــترك في النســخة الورقية، بل إن 731 مقابل ). ليس هذا فحسب، فقد تجاوز عدد المشتركين في 94 اختاروا أيضًا الطبعة الرقمية( ماليين منهم اشتركوا في النسخة الرقمية في الفصل الثالث من 3 ماليين، 4 الصحيفة )، فأضحى القراء يسهمون 95 % سنويًّا( 24 . 4 . لقد حقَّقت نسبة زيادة قُدِّرت بـ 2018 % في 50 بعد أن كانت نسبتهم ال تتجاوز 2020 % في مواردها المالية في 70 بنسبة .) 96 ( 2011 تُعد ثمرة نقاش اســتند إلى االقتناع بضرورة " نيويورك تايمز " إن النتائج التي حققتها المخاطــرة والتخلــي عن بعــض تقاليد الصحافة الورقية، وهذا مــا ورد في التقرير )، ورسم فيه 97 ( 2020 الداخلي الذي أعدَّه رئيس تحرير الصحيفة باسم مشروع للسنة الخطوط العريضة لإلستراتيجية التي يجب أن تتبنَّاها الصحيفة، مستندة إلى العوامل التالية: دراســة إستراتيجية المؤسســات الصحفية المنافسة، واســتيعاب التحوالت التكنولوجية، ودراسة سلوك القراء ومستخدمي موقع ومنصات الصحيفة. وفيما يلي أبرز الخطوط العريضة لهذه اإلستراتيجية:

Made with FlippingBook Online newsletter