كتاب التحول المعرفي / فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود

على الطريق إلى المسؤوليات الرسمية

13

بيــن الذيــن يتمتعــون بخبــرات وتجــارب في إدارات مختلفــة، ولديهــم ـزون كذلـك في عملهـم ّ المعرفـة التامـة بمـا يـدور في تلـك الـوزارة، ويتمي .ً ومعرفتهـم وقدراتهـم. وتتـم إعـارة هـؤلاء للمركـز لمـدة سـنتين تقريبـا ـز؛ إذ ان هـذه المجموعـة هـي التـي تـدرس وتحلـل، ّ وهنـا يكمـن التمي لتخـرج بوصفـة ممكنـة تحاكـي مـا يـدور عـى أرض الواقـع. لا أنسـى حماسـي لمـا لمسـته في تلـك المجموعـة وأهميتهـا. وقـد رفعـت ، وقدمتـه إلى مقامـه الكريـم في ً م. وأذكـر أننـي كتبـت خطابـا ٧٨-٧٧ عـام الطائـف، في ذلـك اليـوم الـذي ركبـت السـيارة معـه ومـع عمـي المرحـوم الأمي ـر س ـعد ب ـن محم ـد، وكان في طريق ـه إلى”الدك ـة“، وه ـي اس ـتراحة كان يجلـس فيهـا بعـد العصـر. وفي الطريـق، شـرحت لـه مـا في الخطـاب، ـق بين خطـط عمل ّ وأنـه مـن الأهميـة بمـكان أن يكـون لدينـا مركـز ينس الـوزارات، وأذكـر بسـاطة كلمتـه -يرحمـه اللـه- وهـو يقـول: “يـا ولـدي، واللــه إنــك صــادق. فمنــذ أن ســكنت بيتــي في المعــذر وهــم يحفــرون ويدفنـون، يـوم للمـاء ويـوم للكهربـاء ويـوم للتلفـون...” وعندمـا ذكـرت لــه -يرحمــه اللــه-، الحاجــة إلى بنــاء مركــز عــى نســق مــا رأيــت يقــوم بالعصــف الذهنــي وإيجــاد الحلــول وبنــاء الاســتراتيجيات كمجموعــة وهـو يقـول: “يعنـي حنـا مـا نفكـر... بـس يـا ولـدي َّ تفكيـر، التفـت إلي يمكـن معـك حـق، لكـن مـا حصـل هـو أن اللـه رزقنـا بهـذه الثـروة وأنـت تقـول خلن ـا نفكـر في العشـر والعشـرين السـنة القادمـة، ولكـن الن ـاس تقـول خلنـا نسـوي الـي مـا سـويناه في العشـر والعشـرين سـنة الماضيـة اللـه علينـا بهـذه الثـروة”. وهنـا أتذكـر فلسـفته وطيبتـه ّ بعـد أن مـن ً وصدقـه عندمـا قـال لي وهـو يلتفـت إلي وأنـا في المقعـد الخلفـي، مؤشـرا بيديـه الطاهرتيـن -رحمـه اللـه رحمـة واسـعة-: “يـا ولـدي العالـم فاتـح ً ثمــه يأخــذ فليســاتنا ويعطينــا حديــد وإســمنت”. فــكان ذلــك مثــالا آنـذاك. ً للحكمـة والصـدق في وصـف مـا كان يحصـل فعـا

هــذه الفكــرة إلى مقــام الملــك خالــد بــن عبدالعزيــز -يرحمــه اللــه- في

Made with FlippingBook - professional solution for displaying marketing and sales documents online