كتاب التحول المعرفي / فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود

تمهيد تجـارب ً سـألني أصغـر أبنائـي سـلمان وأنـا اتأمـل وأجمـع أفـكاري مسـتعيدا أيامــي عــى مــرآة واقعــي الــذي أعيشــه اليــوم: “مــاذا تكتــب يــا أبــي؟”. ً فأجبته:”أكتـب بعـض الذكريـات حـول مـا قمـت أو حاولـت القيـام بـه، آمـا أن يعيننـي ذلـك عـى المزيـد مـن العطـاء، وعـى المسـاهمة ولـو بالتفكيـر والكتابـة بمـا أود أن أقدمـه خدمـة لوطنـي ومواطنيـه”. خمـس مراحـل مـن حياتـي صاغتهـا مشـيئة اللـه وتقديـره، كانـت توجهنـي صـوب مسـيرة المعرفـة، منـذ البدايـات كان الفضـل فيهـا بعـد اللـه ً دائمـا الأيــام. ّ ــر َ للأســرة والبيــت ثــم للمعلــم في صياغــة رســالة لازمتنــي عــى م ــزة ّ فمراحــل الدراســة هــي الأســاس إذا وفــق اللــه الإنســان بالبيئــة المحف ـه الق ـادر ع ـى تفعي ـل مكام ـن الرغب ـة في التعل ـم وتطوي ـر ال ـذات. ّ والموج غـرس فيـه البـذور لتنمـو، ثـم تزهـر في المراحل ُ لي الـذي ت ّ وبيـن التعليـم الأو الأولى مــن التعليــم الجامعــي، ومراحــل التخصــص حيــث تثمــر وتنضــج ن شـخصية الإنسـان واهتماماتـه ودوره ّ القـدرات بالبحـث والتطويـر، تتكـو في الحيــاة. نـت شـخصية الإنسـان بمـا يؤهلـه لبـدء مرحلـة العطـاء ّ وإذا قـدر اللـه وتكو عـى مـا تراكـم عنـده مـن علـم ومعرفـة، فهنـا يلعـب الحـظ دوره ً اعتمـادا إذا توافـق مـع رغباتـه، وهنـا تكمـن معادلـة النجـاح إذا اسـتغلها الإنسـان ليعطـي ويبـدع في مجـال مسـؤولياته. كانــت بداياتــي متضاربــة مــع واقــع المرحلــة التــي عــدت فيهــا إلى أرض الوطـن في نهايـة السـبعينيات مـن القـرن الميـادي الماضـي، الفتـرة التـي كانــت تشــهد بدايــة بنــاء الثــروات وانشــغال النــاس بالمؤسســات وجمــع

Made with FlippingBook - professional solution for displaying marketing and sales documents online