الفصل الخامس | التحول المعرفي
٨٦
لهــا بمــا يوصــل رســالة ولي ّ بعــد رحلــة طويلــة مــع المســؤولية وتحم لن ـا إياه ـا كمواطني ـن لخدم ـة الوطـن، ع ـدت ّ الأم ـر والأمان ـة الت ـي حم يأمـل في أن يعمـل بمـا يرضـي اللـه ثـم ضميـره، وأن يسـاهم ً مواطنـا بم ـا بن ـاه م ـن تج ـارب في مواصل ـة السـير ع ـى طري ـق س ـلكه لسـنين طويلـة، كان خللهـا يحلـم ويأمـل ويخطـط لأن يـرى وطنـه وإنسـانه ت منهـا ّ يرتقيـان إلى المكانـة التـي همـا أهـل لهـا، المكانـة التـي شـع رسـالة أخلقيـة رحمـة للعالمي ـن. إن رسـالة اليـوم هـي رسـالة بنـاء وإعمـار، رسـالة عـدل وأخـوة واسـتقرار، رســالة حريــة اختيــار واســتثمار. وبالتفكيــر في قــول الكاتــب “ت .س. إليـوت”: “لـن نتوقـف عـن الاستكشـاف، وكلمـا استكشـفنا سـنعود إلى حيـث بدأنـا، ونـرى المـكان للمـرة الأولى“، فإنـي اليـوم أرى المـكان مـن زاويـة أخـرى لهـا أبعادهـا المختلفـة، ولكنهـا تؤثـر عل الإنسـان والمكان نفسـيهما. إنـه الوطـن، ومن يؤسسـه هـو المواطـن. فالمواطـن الصالح ــن والمؤمــن بوطنيتــه وانتمائــه هــو أســاس ّ المنتــج القــادر المتمك التنميـة. فالثـروات والمكتسـبات والمقـدرات لـن تـدوم ولن تؤثـر إذا لم تسـتغل الاسـتغلل الصحيـح والأمثـل، وتـدار بمفاهيـم حديثـة تجعـل مـن القيمـة المضافـة أهـم عوامـل التنميـة المسـتدامة. أشـير هنـا إلى أمـل عشـته لسـنوات، طغـت عليـه ثقتـي في اللـه قبـل في شــبابه ً كل شــيء ثــم في إنســان هــذا الوطــن الغــالي، وخصوصــا وتطلعاتـه المسـتقبلية. فبنـاء عـى مـا نـراه يتحقـق بخطـوات سـريعة تتجســد في هــذه المشــاريع العملقــة لتنويــع مصــادر دخلنــا وإيجــاد فــرص عمــل لشــبابنا لتأســيس قواعــد تنميــة مســتدامة، أرى كمــا أن التعليـم هـو العمـود الفقـري للتأسـيس القويـم والبنـاء ً كنـت دائمـا المتيـن. فمنـذ أن تشـرفت بالعمـل في التعليـم، وأنـا مؤمـن بـأن الثـروة الدائمـة هـي الثـروة القائمـة عـى الاسـتثمار في العلـم والتعلـم لتنميـة الثــروة البشــرية كأســاس للســتدامه، لأنهــا هــي مــا ســيحدد نجــاح أو فشـل خططن ـا واس ـتثماراتنا المسـتقبلية.
Made with FlippingBook - professional solution for displaying marketing and sales documents online