العدد18

145 |

ونصَّت بوضوح على قيام " وهناك اتفاقيات دولية مهمة استندت إلى نظرية المخاطر المســؤولية بمجرد وقوع الضرر، ودون الحاجة إلى إثبات وجود فعل غير مشــروع. ، المتعلقة بالتلوث الناتج عن استغالل 1969 ونذكر، على سبيل المثال، اتفاقية العام ، المتعلقة بالمســؤولية عن 1972 المــوارد المعدنيــة في قاع البحــار، واتفاقية العام .) 45 ( " األضرار التي تسببها أجسام تدور في الفضاء وفي عصر األتمتة أو الربوتة أو السبرنة وما أفرزته من أضرار جسيمة تجاوزت حدود الدولة التي تستخدم الجندي الصنعي، تضاعفت أهمية تلك المسؤولية، فراح رجال القانون يطالبون بتطوير قواعدها حتى ال تقف القواعد التقليدية عقبة في سبيل حصول من تصيبهم هذه األضرار على التعويض العادل. فالمفهوم التقليدي للمســؤولية لم يعد قادرًا على التالؤم مع اآلثار واألضرار التي تســببها الثورة العلمية الحديثة، ألن األضرار أصبحت خطيرة وشاملة، وإثبات الضرر أصبح صعبًا، واستخدام تكنولوجيا الروبوتات أصبح مشروعًا. إن أضرار الجندي الصنعي قد تحدث، مث ًلً، من دون أن يكون باإلمكان نســبة أي خطــأ إلى الدولة التي أطلقته. فقد كانت الدولــة، قبل تكنولوجيا الروبوتات، قادرة على تحديد مســار جنودها المشــاة، بشــكل نســبي مقبول. غير أنها أصبحت بعد انتشــار تطبيقات تكنولوجيــا المعلومات واالتصاالت عاجزة عــن التحكم الكامل بمســار الجندي الصنعي. فكيف باستطاعة الدولة مالكة الجندي الصنعي منع خطفه ) وتفجيره؟ وهل بإمكانها عمليًّا منع 46 ( Cybernetic space عبر الفضاء الســيبراني )، الطبيعيين واالعتباريين، من التقاط 47 ( Hackers قراصنة الكومبيوتر أو المقتحمين ما ينقله الجندي الصنعي من معلومات ومشــاهد؟ وهل بإمكانها عمليًّا منع التنصت أو اســتراق الســمع، أو اعتراض أو اختراق ما يبثه الجندي الصنعي من معلومات ومشــاهد؟ وهل تحتفظ الدولة التي أطلقت الجندي الصنعي بالوالية والرقابة عليه خارج حدود الوالية الوطنية للدولة؟ وبعبارة أوضح: هل تتحمل الدولة التي أطلقت أو سمحت بإطالق الجندي الصنعي من أرضها بالمسؤولية الدولية عن جميع األضرار التــي تنزل بالغير؟ وهل تطبق صفــة المحارب على من خطف الجندي الصنعي أو خربه أو فجره، ســواء في ميدان القتال أم خارجه؟ وهل يمكن عده جنديًّا ســيبرانيًا ؟ Cybernetic reservist أو جنديًا سيبرانيًّا في االحتياط Cybernetic soldier عام ًلً وهل يمكن عده مرتزقًا أو خائنًا؟

Made with FlippingBook Online newsletter