العدد18

149 |

وستبقى تشكل لفترة طويلة، ميزة واعدة للدفاع عن حياض الوطن؟ الحقيقة أننا لم نُول حتى اآلن هذه التكنولوجيا األهمية التي تستحق. ولو طُلِب منَّا تقديم الدليل، مجددًا، على أهمية الجندي الصنعي ودوره في إدارة حروب المستقبل في العالم أجمع الكتفينا باإلشارة إلى وضعه، أوًلً، أداة ضرورية ال غنى عنها اليوم للقيــام بمهام متعددة يعجز عنها جندي المشــاة مــن القوات النظامية، وإلى وضعه، ثانيًا، سالحًا أساسيًّا فعاًل لحسم أي حرب (أو على أقل تقدير، معركة)، إقليمية أو عالميــة، أو للدفــاع عن النفس ضد أي خطر خارجي أو داخلي، وإلى وضعه، ثالثًا، ككبش المحرقة أو الفداء عن جندي المشاة فيوفر عليه بذل الحياة. خاتمة إن الجندي الصنعي، بمترادفاته وأنواعه، قد ينســف أســس القانون الدولي اإلنساني بســبب التساؤالت العديدة التي يطرحها اســتخدامه (كالتغيير في مضمون الجندي، وتقييد مبدأ الفروســية، وتغييب مبدأي الضرورة واإلنســانية، وتشــتيت المســؤولية )، وإن مســتوى تطور تكنولوجيا 61 الدولية) ونفور معظم الدول من قضية تنظيمه ( الروبوتات سيُستخدم في المستقبل المنظور معيارًا لتحديد حجم القوة العسكرية التي تملكها الدولة. ومن هذه الناحية، فإن التمييز بين الدول لن يتم على أســاس عديد أفــراد الجيش من القوات النظامية فقط، بل على أســاس مــدى التقدم أو التخلف في إنتاج أو تصنيع أو تطوير الجندي الصنعي. فتكنولوجيا الروبوتات ســتفرز عام ًل جديدًا في تغيير مواقع الدول في ســلم القوى الدولية أو اإلقليمية من شــأنه قلب اآلية والســماح لدولة مزدهرة فيها صناعة الروبوتات باحتالل مركز دولي أو إقليمي مرمــوق والتأثيــر في النظام الدولي أو اإلقليمي من دون أن تكون متفوقة عســكريًّا ). وإسرائيل وإيران وتركيا أمثلة تؤكد ذلك. 62 بمعايير الدول الكبرى أو مصافها ( وصيانة الحرية والســيادة واالســتقالل والمستقبل تحتم علينا في المرحلة الراهنة أن نسعى جاهدين إلى تحويل المجتمع العربي إلى مجتمع علمي، ألن التخلف، مدنيًّا .) 63 كان أم عسكريًّا، ال يمكن التغلب عليه إال بالثورة العلمية الصادقة (

Made with FlippingBook Online newsletter