العدد18

| 54

اإلمكان لتكون دُوَل مركز في العالم اإلسالمي خالل العقد الحالي والذي يليه. ومن هذه الدول مصر وباكســتان والســعودية والجزائر. فهذه الدول السبع قد تتحول في المستقبل المنظور رافعات إستراتيجية متوازية لنهضة إسالمية جديدة، إذا حققت ما يكفي من النضج السياسي الداخلي، والوعي اإلستراتيجي الخارجي. فالعالم اإلســ مي أكبر من أن يتمحور حول دولة واحدة من دوله، أو إقليم واحد مــن أقاليمــه. وحتى أوروبا ذات الحجم الجغرافي والديمغرافي الصغير -مقارنة مع العالم اإلسالمي- ليس فيها دولة مركز واحدة، بل ثالث دول هي ما يُعرف بمثلَّث ). فال داعي للجدل حول مركز الثِّقل 113 القوة األوروبي: فرنســا وألمانيا وبريطانيا( اإلســتراتيجي في العالم اإلســ مي، فهو عالَم يتَّسع اليوم ألكثر من مركز ثقل، كما اتَّسع في الماضي لبلدان شاسعة، وشعوب عديدة، كان لكل منها إسهامه المجيد في بعد هذا التجوال في انزياحات القوى العالمية، وأثرها على العالم اإلســ مي، هذه بعــض الخطــوط العريضة لما ورد فيها، وبعــض الخالصات للزمن اآلتي: يبدو أن الصــراع التاريخــي بين القوى البرية الكبرى والقوة البحريــة الكبرى يدخل منعطفًا جديــدًا فــي هذه األيام، وهو صراع تتحكم فيه معادلــة العالقة بين القوى الصاعدة والقوى السائدة. وأبرز مظاهر هذا الصراع اليوم هو الصعود المطَّرد للشرق اآلسيوي- األوراســي بقيادة الصين (مع حليفتها روســيا)، على حساب الغرب األطلسي بقيادة الواليات المتحدة (مع حلفائها األوروبيين). وقد كثَّفت حرب أوكرانيا الحالية هذا الصراع، وسرَّعت وتيرته. وهي حرب سيكون حصادها اإلســتراتيجي -في تقديرنا- لصالح الشــرق اآلسيوي-األوراســي، رغم المصاعب والمتاعب التي تواجهها روســيا اليــوم، والثمن الفادح الذي تدفعه. وقد أوضحنا اختالف المنظِّرين اإلستراتيجيين في تلقِّي صعود الصين، بين متحمِّس مثل محبوباني يراه توازنًا مرغوبًا في النظام الدولي، ومتوجِّس مثل ميرشــايمر يراه طريقًا مفتوحًا إلى الصِّدام العالمي، وثالث مثل كَفِين رَاد يسعى إلى إرساء التعايش والتوفيق بين القوى الصاعدة والقوى السائدة. الحضارة اإلسالمية. خالصات للزمن اآلتي

Made with FlippingBook Online newsletter