والتكنولوجيات المصاحبة لها. فقد بيّنت إحدى الدراسات أن بعضوسائل الإعلام العربي، على الرغم من إمكانياتها الكبيرة وشهرتها، لم تستفد من الإمكانيات التواصلية الهائلة التي تتيحها الوسائط المتعددة، وظلت أسيرة لنمط الإعلام التقليدي الذي ينظر إل شبكة الويب كفضاء ثانوي لا يتعدى الوجود فيه «أداء الواجب»، وهو يفتقر إل الجدوى الاقتصادية والإعلامية. والأمر نفسه ينطبق على صحيفة إيلاف التي هي وليدة الويب؛ إذ لم تستفد من أبرز نقاط قوة هذه الشبكة، ألا وهي . ((( الوسائط المتعددة إن ضعف استفادة الصحافة العربية من الخدمات التي تُقدّمها شبكة الويب يعود إل عدة : عوامل، أبرزها 1 . بطء الاستجابة للتحولات التكنولوجية بسبب التباين بين المجتمعات العربية المختلفة، والتباين داخل المجتمع العربي الواحد بين المدينة والريف؛ الأمر الذي يجعل تبني التكنولوجيات الجديدة عملية بطيئة، مثل التحول من ثقافة القراءة الورقية إل القراءة عبر الشاشات. 2 . مقاومة الناشرين والإعلاميين العرب لضرورة التحول من الإعلام التقليدي إل الإعلام الجديد، منحيث الشكل والمحتوى، مما يجبر المعلن على الاستمرار في الترويج عبر المؤسسات الإعلامية التقليدية. 3 . عدم إخضاع اقتصاديات الصحافة إل دراسات جدوى جديدة تأخذ بعين الاعتبار إيجابيات التحول إل النظام الاقتصادي الإلكتروني وسلبياته، عندما تسعى المؤسسة الإعلامية للتحول نحو فضاءات الإعلام الجديد باعتبارها تشكّل المستقبلفيظل الهروب الجماعيلجماهير وسائل الإعلام التقليدي نحو الإعلام الرقمي الجديد. 4 . على الرغم من مرور عقود على تعرض الجماهير العربية لوسائل الإعلام، فإن الغالبية العظمى منها لم تعتد على الحصول على المحتوى الإعلامي مقابل محمد الأمين موسى، «تطبيقات الوسائط المتعددة في الإعلام الإلكتروني العربي»، بحوث الصحافة ((( . 43 )،ص 2006 (المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، الخرطوم، أغسطس/آب
99
Made with FlippingBook Online newsletter