((( على ال َّيان الآني لكل الملاحظاتحول حدث معين». إن تقاطع أجندة الصحافة الإلكترونية في المنطقة العربية مع محتويات وسائل الإعلام التقليدية لا يحجب تجدّدها المستمر وانفتاحها على المواضيع المسكوت عنها التي كانت تُدرَج في خانة المحرمات، وجعلها مرئية أكثر. لكن هذا الانفتاح لم يؤدّ إل الدفع بالتفاعلية إل أقصى مراحلها؛ فرغم تفاوت مستواها بين مختلف عناوين الصحف الإلكترونية العربية إلا أن مشاركة القرّاء في إنتاج المحتويات والتعليق عنها يظل محدودًا. بل إن بعض مواقع الصحف الإلكترونية ألغت تمامًا التعليقات على ما تنشره، مثل موقع صحيفة الوطن الجزائرية الناطقة باللغة الفرنسية. وبعضها لم يُفَعّل منتديات نقاشه، مثل موقع صحيفة الراية القطرية. قد ي َُّر أصحاب هذه المواقع هذا الإلغاء وعدم التفعيل بجنوح المعلقين على ما تنشره نحو الشتم والقذف والتجريح؛ وهو التبرير الذي دافع عنه الكثير من مواقع الصحف الإلكترونية في البلدان الغربية. لكن نعتقد أن هذا التبرير لا يمكن أن يخفي الإخفاق في إحداث التناغم بين الخطاب الإعلامي الصادر عن المؤسسة وخطاب المعلّقين والمعقبين عليه، وهم من عامة ، ولا يحجبضعف تقاليد الحوار وذَمّ الجدل في الثقافة العربية. ومهما كانت المبررات ((( الناس لتفسير ضعف التفاعلية أو غيابها في بعض مواقع الصحف الإلكترونية العربية إلا أنها ترافع لفهم المجال العام انطلاقًا من البحوث التي تلت كتاباتهابرماس، والتي تقع في نقطة تقاطع )، أي يمكن استيعاب المجال العام scenic علم الاجتماع وعلوم الاتصال، في بعده المشهدي ( وفق هذه المقاربة كمشهد مسرحي، تظهر السياسة فيه أمام المُتَفَرّجين الذين يُشكّل حكمهم فخلافًا لهابرماس الذي يولي أهمية قصوى للمناقشة والمداولة ((( الجماعي عليه الرأيَ العام. والاستعمال العمومي للحجة في تشكيل الفضاء العمومي، تميل حنا آرندت إل منح الأهمية نقً عن: ((( Daniel Cornu, “Journalisme en ligne et éthique participative,” Éthique Publique, Vol 15, no. 1, 2013). ، المجلة الجزائرية " الصحافة الجزائرية في بيئة الواب: إرهاصات التغيير " لعياضي نصر الدين، ((( - 171 )،ص 2016 ، يونيو/حزيران 6 ، الجزائر، العدد 3 للعلوم الاجتماعية والإنسانية (جامعة الجزائر . 193 Louis Quéré, “L’espace public: de la théorie politique à la métathéorie sociologique,” ((( Quaderni, no.18, (1992) : 75-92.
132
Made with FlippingBook Online newsletter