بيئة الصحافة الإلكترونية العربية

إل أن الصحافة الإلكترونية تملك رأسماً اقتصاديّا ((( لقد أشارت الدراسات الحديثة أقل من رأسمال الصحافة المطبوعة الذي بدأ يتآكل بفعل الأزمة التي تعيشها والتي ظهرت أعراضها بشكل جلي. وفي تآكله هذا سيقضم رأسماله الرمزي الذي راكمته عبر سنوات. لذا، تحاول الصحافة الورقية أن تجعل من «الأخلاقيات الصحفية» رأسماً رمزيّا تجنده حفاظًا على ((( مكانتها وهيبتها في المجتمع، وتُقصي بموجبه كل من يخترق إقليمها. يفتقد الكثير من عناوين الصحف الإلكترونية العربية رأسمال الاقتصادي وتعيش «عالة» على الصحف الورقية التي تعاني من تآكل رأسمالها الاقتصادي. ولم تستطع نسخها الإلكترونية أن تستثمر رأسمال الرمزي لنسخها الورقية، وتطوير رأسمالها الاجتماعي. ففي ظل غياب استراتيجية واضحة من لجوء الصحف العربية المطبوعة إل النشر عبر الإنترنتلا يُشكّل رأسمال الاجتماعي الشغل الشاغل لمسؤوليها والذي يُمكّن صحافييها من الترابط مع نظرائهم وقرّائهم. ولم يصبح رأسمالها الرمزي هاجسهم ويعملون على تطويره، بدليل أن بعض البحوث التي أُنجزت عن الصحافة الإلكترونية العربية تؤكد عدم اهتمامها في زمن أضحت هذه ((( بمستخدمي مواقعها في شبكات الإنترنت وبتعليقاتهم على ما تنشره الصحافة في البلدان الغربية تستعين بمحركات البحث لمعرفة قرائها بشكل دقيق: سنّهم، ومستواهم الثقافي، وأماكن تواجدهم، والوقت الذي يخصصونه لتصفحها، ومعدل الوقت لتصفح الصفحة الواحدة، ونوعية المواد التي حظيت بإعجاب أكثر، وتلك التي تم اقتسامها، وغيرها من المعلومات التي تُوَظّف لصياغة استراتيجية تسويقية واتصالية للموقع. بل إن بعضمواقع الصحف العربية لا تصحح حتى أخطاءها ولا تعتذر للقراء/المستخدمين الذين . وبهذا، فإنها تشارك دون وعي في المساسبهيبتها، ((( لفتوا نظرها إليها عبر تعقيباتهم عما تنشره

Siapera and Veglis, The Handbook of Global Online Journalism, 94. (((

Ibid, 4. ((( ، مرجع سابق، " واقع ومستقبل الصحف اليومية على شبكة الإنترنت " انظر نتائج دراسة الشحري، ((( . 10 ص إن التمادي في عدم تصحيحه يثير الكثير من الشكوك؛ إذ يبدو أن القائمين على بعض الصحف ((( الإلكترونية العربية لا يتابعون تعليقات القرّاء على ما ينشرون. نذكر علىسبيل المثال، وليس الحصر، الإلكترونية، " المواطن " التعقيبعلى المقالحول اكتتابشركة أرامكو، الذي نُشر في موقعصحيفة 60 اللي عجزت أفهمه كيف رأس مال الشركة " . يقول المعلّق: 2018 يناير/كانون الأول 25 يوم

135

Made with FlippingBook Online newsletter