- لا يقف دور المستقبِل عند حدود التلقي والقيام بالعمليات المعرفية في إطار الاتصال الذاتي بعيدًا عن المرسل أو القائم بالاتصال، أو تكون قراراته في حدود القبول والاستمرار، أو التوقف والعزوف عن العملية الاتصالية فقط، ولكن تحوّل المستخدم إل مشارك في عملية الاتصال ومؤثّر في بناء عناصرها باختياراته المتنوعة والمتعددة. - لا تتوقف المشاركة فقط على الاختيار المطلق من بين المخرجات أو المحتوى النهائي في عملية الاتصال، بل تمتد إل التأثير في عملية بناء المحتوى وتوجيهه سواء كان هذا التأثير تزامنيّا مع عرض البرامج أو المحتوى أو غير تزامني عند التعرض إل البرامج طبقًا لخيارات ((( زمن التعرض بالنسبة للمتلقي. وهنا، أصبحت التعليقات تحظى بأهمية اتصالية بالغة باعتبارها مؤشرًا محددًا لحجم انتشار الصحيفة الإلكترونية وتأثيرها في المشهد الإعلامي والسياسي، وأيضًا عامً مساعدًا في جذب المعلنين، لذلك أفسحت المواقع الإخبارية المجال واسعًا لتعليقات المستخدمين، «وكانت تتفاعل مع الجمهور الذي يعّ عن وجهة نظره بكل حرية ويطرح وجهة نظره كاملة في ظل سقف مرتفع للحرية، يقول عبادة الزرقان، لاسيما أنه لم يكن هناك اسم صريح يميز وقدسمحذلكللمستخدم المنتِج للمحتوى بالمساهمةفي توسيع فضاء حرية الرأي ((( المشارك». والتعبير وتعزيز المجال العام لتفاعل الآراء والأفكار؛ فقد «بات المواطن الفاعل الرئيسيالذي دفع الصحافة الإلكترونية لخرق السقوف وتجاوز الخطوط الحمراء والتابوهات، كما يرى الباحثوليد حسني زهرة، فهو لم يكن مستعدّا للالتزام بهذه الخطوط الحمراء أو التابوهات أو القوانين والتشريعات، ولا ننسى دور الموقع الإخباري الإلكتروني نفسه والعاملين فيه خاصة الصحفيين الإلكترونيين والجيل الجديد من الصحفيين؛ فهؤلاء هم الفاعلون الجدد في رسم ((( حدود حرية الصحافة الإلكترونية». كان طبيعيّا أن يؤثر هؤلاء الفاعلون الجدد، لاسيما الصحفيون الإلكترونيون والصحفي المواطن وبعض كتاب الرأي، وهم أحد مؤشرات البيئة الصديقة للحريات، في الحالة الإعلامية الجديدة، وأيضًا في مفهوم الحرية الإعلامية وحرية الصحافة الإلكترونية تحديدًا؛ حيث نشأ مفهوم جديد تجسّدت أهم أبعاده في الجرأة غير المسبوقة في تناول قضايا الشأن . 31 - 30 المرجع السابق،ص (((
مقابلة خاصة أجراها الباحث مع الزرقان، مرجع سابق. ((( مقابلة خاصة أجراها الباحث مع حسني زهرة، مرجع سابق. (((
155
Made with FlippingBook Online newsletter