ما أشكال التعايش الممكنة بين الصحافة الإلكترونية العربية ومنصات التواصل الاجتماعي؟ إل أين تتجه المسارات المستقبلية للعلاقة بين النمطين الإعلاميين؟ ثامنًا: كيف غيّرت كورونا صناعة الصحافة والميديا؟ تتناول الدراسة إشكالية تأثيرات أزمة جائحة كورونا على صناعة الصحافة والميديا في سياقاتها المتعددة الصناعية والصحفية المهنية وحتى الثقافية. وترى أن المقاربة الأسلم للتفكير في أزمة كورونا وانعكاساتها على صناعة الميديا تتمثّل في النظر إليها باعتبارها كاشفة لأزمات سابقة ولإشكاليات قديمة وعميقة وهيكلية ذات بُعد نسقي. وتلاحظ الدراسة التي أعدّها وجائحة كورونا 2009 الدكتور الصادق الحمامي، أن الدرس الأساسي المستخلصمن أزمتي هو أن الحلول المبتكرة التي انتهجتها الصحافة الإلكترونية لا تتوافر شروطها في العالم العربي لأسباب عديدة، منها أو ً: أن استراتيجية المضمون بمقابل تقتضي أن تكون هناك بيئة رقمية تصبح فيها تكنولوجيات الدفع الإلكتروني متوافرة ومتاحة وثقافة الدفع عن بُعد راسخة؛ وهذا ما لا يتوافر إل الآن في غالبية الدول العربية. وتتمثّل الصعوبة الثانية في محدودية قدرات المواطنين على شراء المضامين الصحفية؛ ما يعنى أن الصحافة بمقابل هي صحافة بالضرورة نخبوية مخصصة لمن له القدرة على الدفع. أما الصعوبة الثالثة، فتتعلق بقدرات المؤسسات الصحفية على إنتاج المضامين الجيدة التي تستحق أن َُوّل إل مضامين يدفع من أجلها الناس مقاب ً. وهذه المضامين على غرار التحقيقات والاستقصاء وصحافة البيانات والصحافة التفسيرية وصحافة التحري والتي يطلق عليها صحافة الجودة تحتاج إل موارد مالية وبشرية مهمة وإل سياق سياسي مُواتٍ لا يتوافر الآن في ظل غياب الحريات وسيطرة الدولة على الميديا والصحافة. المحرر 2020 مايو/أيار
15
Made with FlippingBook Online newsletter