الأنباء على الإنترنت أو الصحف الورقية أو الإلكترونية الأخرى، دون ذكر المصدر، مما يطرح إشكاليات حول معيار الأمانة الصحفية وأخلاقيات العمل الصحفي، ومصداقيته، ويكون سببًا في اهتزاز ثقة الجمهور في الوسيلة الإعلامية. في سياق هذا الطرح، وفي دراسة له حول مؤهلات العمل في الصحافة الإلكترونية ،) Haluk Birsen وظروفه، يعتبر الباحث في جامعة الأناضول التركية، هولوك بيرسون ( «أن المصداقية والدقة والتوازن من أساسيات العمل الصحفي التي تتعارض بدورها مع الصحافة الإلكترونية؛ حيث تُعَدّ الأخبار العاجلة مفتاحًا للنجاح السرعة كمبدأ أساسي في في الإعلام الإلكتروني، وإل حدّ ما تُقبل بعض الأخطاء فيها بحيث تُعدّل فور ملاحظتها، ولكن مصداقية المصدر المستخدم شرط أساسيلا يمكن التهاون فيه حتى مع السرعة، وهنا . ((( تكمن المشكلة» على صعيد آخر، وعلى عكس الصحف الورقية، تمنح الإنترنت الصحفي إمكانية التعمق في موضوع المقال الذي يكتب فيه عبر الربط بصفحات من داخل الموقع أو من مواقع أخرى، لتضع القارئ أمام خيارات عديدة تمكنه من فهم الموضوع المطروح والتعمق فيه «إلا أنه وفي حال عدم معرفة المستخدم بمآل هذه الوصلات قد تبرز عديد المشكلات التي ترتبط بالتزام الصحفي بالمعايير المهنية المنظمة لعمله؛ فالجمهور يتوقع من الصحيفة أن تقوده من خلال وصلاتها خارج موقعها إل مواقع موثوقة لا تسيء إليه كقارئ من حيث المحتوى الذي تقدمه إليه، أو تضربسياسة الموقع، لأن حدوث ذلك يفقد القارئ ثقته في الصحيفة، كما أنه يسيء إل الموقع نفسه. وحري بالصحيفة هنا أنْ تزود القرّاء بعناوين الروابط المستخدمة، وأن تعلمهم ، بعد أن باتتصحافة ((( بأن الوصلات والروابط الخارجية لا تقع تحت مسؤوليتها وإشرافها» الإنترنت تُشكّل نواة حقيقية لفضاء افتراضي مفتوح يجلب إليه أعدادًا كبيرة من المستخدمين ممن لهم القدرة الفكرية والمادية على النفاذ للشبكة العنكبوتية، والتفاعل مع ما يكتب. لقد جعلت بيئة الإنترنت الجمهور شريكًا فعليّا في تحرير محتوى الصحف الإلكترونية؛ فتعليقاته جديرة أحيانًا بإثراء التقارير الإخبارية بالنقاشات، والتي قد تكون مادة دسمة بيد الصحفي لتطوير ما يكتب من مادة إعلامية إلا أن مضامين تلك التعليقات قد تكون أحيانًا ، مرجع سابق. " أخلاق الصحافة في عصر الإنترنت " إسماعيل، ((( المرجع السابق. (((
185
Made with FlippingBook Online newsletter