بيئة الصحافة الإلكترونية العربية

«يَحُول ضعف أو انعدام شبكة الإنترنت دون التواصل الفني للتقنية بحد ذاتها». في حين تستخدم مؤسسات في سياقات أخرى «تطبيق زووم عن بعد في الاجتماعات الخاصة بإدارة التحرير». كما كشــفت الشــهادات أن بعض المؤسسات تستخدم طرق العمل عن بعد قبل حلول الأزمة. ويشر صحفي من تونس إلى أن الإذاعة جرّبت «الأستوديو المنزلي من أهم الطرق الجديدة»، وقامت بعض المؤسسات بتفعيل «التواصل المهني عن بعد واستخدام منصات تواصلية جديدة في التغطية الصحفية وتناول الأحداث من صور ثابتة وفيديوهات واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي كالواتساب والسكايب». كما أن «العمل عن بُعد، أسهم في التقليص من الاستضافة والاعتماد بشكل أكثر ويرتبط العمل عن بعد بطبيعة المؤسســات فهو أســهل في … على تســجيل الفقرات الصحافة الإلكترونية (النشر من البيت) والورقية، وأصعب في التليفزيون». ويبدو من بعض الشهادات وجود اتجاه لدى الصحفيين بأن جائحة كورونا هي كاشفة لعدة مشاكل تعاني منها الصحافة والميديا على غرار «محدودية» البنى التحتية القوية للمؤسسات الإعلامية، وهي السبب الرئيسي في تدني مستوى التقديم والإنجاز قبل ظهور فيروس كورونا أو بعده، إضافة إلى تأثيرات الأخبار الكاذبة وضرورة «تغيير بعض الأدوات التقليدية المستخدمة في بعض وسائل الإعلام». كما أن هذه الشهادات تعكس أحيانًا -لكن بشكل محدود- إدراكًا مخصوصًا بأن الجائحة يمكن أن تكون فرصة «لإعادة التفكير في الإيكوميديا بشكل عام وفي المنوال الاقتصادي وعلاقته بإنتاج المحتوى بشكل خاص»، أو أنها تدشن «مستقبً مجهو ً». . دروس مستخلصة عن تأثيرات جائحة كورونا في العالم والمجال العربي 9 المفارقة الكبرى تضعنــا أزمة كورونا أمام مفارقة كبيــرة تتمثّل في أن إقبال الناس على الأخبار، ســواء أكانت المادة الإخبارية المتصلة بالأحداث أو بالبرامج الحوارية في أشــكالها المختلفــة، والذي تؤكده المعطيات الإحصائية التي تنشــرها مكاتب قياس الجمهور في أوروبا وأميركا، إِضافة إلى الشهادات التي يقدّمها الصحفيون ومؤسسات الميديا، يرتبــط في الوقت ذاته بتراجع الإعلان وبعــدم تنامي الثقة في الصحافة والصحفيين.

283

Made with FlippingBook Online newsletter