ضربًا من ضروب الإعلام الجديد- يحمل في طياته التغييرات التكنولوجية التي تنعكس بدورها على الجوانب الاجتماعية والبيئية. هكذا، يمكن البحث في البعد الإيكولوجي لاقتصاديات الصحافة الإلكترونية العربية من خلال استصحاب التغيرات التي تحدثها عمليات الانتقال من ممارسات الإعلام التقليدي إل الإعلام الجديد عندما تحل الرقمنة محل التناظرية وينشأ نظام اقتصادي جديد يستند إل تكنولوجيات المعلومات والاتصالات. تتجلى أبرز الأبعاد البيئية لاقتصاديات الصحافة الإلكترونية، في الآتي: 1 . التخلصمنصناعة الورق المكلفة على المستويين المادي والبيئي، وتجاوز محدودية انتشاره مقارنة بانتشار الرسائل التواصلية الرقمية المبثوثة عبر شبكتي الإنترنت والويب. 2 . المرونة الكبيرة في انتشار محتويات الصحافة الإلكترونية التي يسهل تداولها عبر النسخ واللصق والتمرير والمشاركة. 3 . الاستخدام المفرط للجهاز الإدراكي البشري من خلال شيوع رسائل الوسائط المتعددة؛ الأمر الذي يجعل الشاشة -بما ينتج عنها من تأثيرات صحية على أجسام المستخدمين خاصة صغار السن- تبدو كامتداد طبيعي لجسد الإنسان المعاصر قد لا تفارقه حتى في حالات النوم. 4 . تغيير نمط الممارسة الإعلامية منخلال تبنّي فكرة الصحافي الشامل الذي تتوفر له أدوات الكتابة والتحرير والإنتاج والتوزيع لكافة الوسائط التواصلية (النصوالصور والصوت والحركة) المستخدمة في مختلف أنواع الرسائل الإعلامية، الأمر الذي يخلق تحديًا كبيرًا للجيل القديم من الصحفيين ويجبرهم على الاندماج في البيئة الرقمية وصً للعطاء. 5 . تغيير نمط العلاقات الإنسانية حيث يتجلى البعد الإيكولوجي في أوضح صوره. 6 . التغيير الذي قد يطرأ على وظائفالدماغ البشري منخلال تهميشدور الذاكرة في وجود الأجهزة الرقمية المحمولة القادرة على البحث عن المعرفة في أكبر مكتبة معرفية (شبكة الويب) وتقديمها بسرعة تضاهي سرعة الذاكرة البشرية وتَبُذّها في كثير من الأحيان. فضً عن التطور الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يهدد نمو الذكاء البشري
87
Made with FlippingBook Online newsletter