الطبيعي؛ الأمر الذي قد يؤدي إل وجود أجيال مرتهنة للآلة بشكل شبه كامل ومفتقرة للإبداع القادر على التحكم في الآلة وتوظيفها لخدمة مستقبل البشرية. على الرغم من مقاومة الصحافة العربية التقليدية لإكراهات التحول نحو فضاءات الصحافة الإلكترونية والتخلي عن بنيتها التحتية وتقاليدها المهنية، فإنها تسير في اتجاه التأقلم مع الواقع الجديد الذي بدأ يفرضذاته على القطاع الإعلامي على الصعيد العالمي. فهناك مجموعة من الإكراهات التي تواجه الصحافة التقليدية وتجبرها على أن تستجير ببيئة الصحافة الإلكترونية أمً في البقاء؛ إذ تشير بعض الدراسات إل تأثر الصحافة العربية الورقية سلبًا بزيادة ولوج القرّاء العرب لشبكة الإنترنت؛ الأمر الذي أدى إل تقلّص توزيع . ((( الصحف العربية واندماج بعضها في كيانات أكبر وإغلاق بعضها في أسوأ الحالات إن التحولات الاقتصادية المرافقة لنمو قطاع الصحافة الإلكترونية العربية على حساب الصحافة الورقية التي ترسخت أقدامها خلال القرن الماضي، تمس بنية ملكية وسائل الإعلام واحتكار دور النشر لتفتح الأبواب واسعة أمام قطاع عريض من الإعلاميين والصحفيين المواطنينلامتلاك وسائل إعلام إلكترونية وممارسة النشر بكيفية لم تكن متاحة من قبل؛ وتمس قطاع الإعلان -المورد الرئيسللصحافة الورقية- منحيث تقديم البدائل الأرخصوالأجود على صعيد الانتشار الذكي واستهداف الجمهور المخصوص؛ وتمس المحتوى الإعلامي الذي يتحول من سلعة تُباع إل خدمة تُقدّم مجانًا أو بثمن رمزي. لقد مهدت التجارب العالمية الرائدة في تأقلم الصحافة التقليدية مع واقع الصحافة الإلكترونية، وما تبشر به من تغيرات إيكولوجية شاملة، للصحافة التقليدية العربية أن تسلك طريق الانتقال السلس للبيئة الرقمية خاصة في ظل النقلة البطيئة لبعض القراء من الورق إل الشاشة. ويبقى هذا الانتقال السلس رهينًا بإدراك الخصائص الكامنة للصحافة الإلكترونية، والتعاطي السياسي الرشيد مع تبعات البيئة الرقمية كحرية التعبير وحقوق الإنسان في ممارسة التواصل الإعلامي والحصول على المعلومات بغضّ النظر عن إمكانياته المادية والمعرفية. المعز بن مسعود، «الصحافة العربية الورقية: صراع البقاء ورهانات الهيمنة»، مركز الجزيرة ((( https:// ، 7 - 6 ):ص 2017 مايو/أيار 22 ، (تاريخ الدخول: 2016 ديسمبر/كانون الأول 8 للدراسات، .bit.ly/2ulLxWd
88
Made with FlippingBook Online newsletter