في الخرطوم. التطــور الثالــث هو قمة بغداد التي جمعت لأول مرة كل دول الخليج مع إيران وتركيا. وقد تلتها بعد ذلك تصريحات رســمية عن محادثات ولقاءات سعودية إيرانيــة لخفض التوتر وتســوية النزاعــات بينهما. كما شــهدت المنطقة تقاربا إماراتيّا تركيّا عكســته زيارتان إلى أنقرة أجراهما مستشار الأمن الوطني طحنون بن زايد، ثم أخوه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، واتفق البلدان على زيادة التعــاون الاقتصادي. في المقابل، يُتوقع أن يتعــزز هذا التقارب بزيارة للرئيس التركــي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات. لقد كشــفت قمة بغداد وما تلاها من تســويات، أن الســعودية والإمارات خلصتا إلى نفس النتائج التي خلصت إليهــا قطــر وعمان والكويت قبلهمــا، وهي أن تكلفة الصــراع دون ضمانات أمنية وعســكرية أميركية؛ ســتكون مكلفة، وأن الأجدى تغليب التعاون وتسوية الخلافــات مــع القوتين الإقليميتين الكبيرتين؛ إيــران وتركيا. ومن المرجح أن يســتمر هذا الاتجاه في العام المقبل. لا شــك أن دول الخليج ليست سواء في استقرار ومتانة علاقاتها بجوارها الإقليمي، فقطر تتقدم بقية دول المنطقة في هذا المجال، حيث تتمتع بعلاقات جيدة مع إيران، وترتبط بتحالف اســتراتيجي مع تركيا، وتستطيع بالتالي أن تحاور جميع القوى الإقليمية، بل وتتوسط في تسوية النزاعات بين بعض الدول الخليجية وهاتين القوتين الإقليميتين. التطور الرابع يهم العلاقات الثنائية بين قطر والإمارات، والتي يبدو أنها تحتاج إلــى المزيد من الجهــد والوقت لعودتها إلى طبيعتها بعد أزمة حصار قطر. في هذا الســياق، جاءت زيارة مستشــار الأمن الوطنــي الإماراتي طحنون بن زايد الذي أنهى الأزمة، " العلا " إلى الدوحة في محاولة لاســتكمال تفاصيــل اتفاق وقــد أعقبتهــا زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى الإمارات، ولقاؤه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد. ومن المرجح أن تســتمر هــذه اللقــاءات لتتوج بلقاء بين أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد. وسيســهل هذا التقارب تســوية الخلافات العالقة أو يبقيها تحت السيطرة، ليساهم بذلك في ترميم روابط دول الخليج، ويوثق تحالفها مع القوى الغربية.
9
Made with FlippingBook Online newsletter