2021تسويات ومصالحات

نهائيا من مخلفات الإجراءات الســابقة. إذا حصل ذلك، سيتراجع الطلب على الطاقــة مجددا، فتنخفض مداخيل دول الخليج وتتعثر مشــاريعها، وتضطر إلى خفض مصروفاتها، وفرض أعباء إضافية على مواطنيها. من جهة أخرى، لا تزال المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران جارية حول العودة إلى الاتفاق النووي. ومن المرجح أن يتوصل الطرفان إلى تسوية، لأنهما بحاجــة إليهــا حتى ينصرفا إلى قضايا أكثر إلحاحــا، لكن الإخفاق يظل واردا. فإذا تعطلت المفاوضات، فيُتوقع أن تسارع إيران إلى تطوير مشروعها النووي، فتســارع الولايات المتحدة بالمقابل إلى منعها، وقد يتطور التصعيد بينهما إلى صدام مســلح أو حرب اقتصادية تزعزع اســتقرار منطقة الخليج، وتعرّض أمنها الهش لمخاطر شديدة شبيهة بتلك التي حدثت خلال حكم ترامب. ما يعزز هذا الاحتمال هو التهديدات المتبادلة بين إســرائيل وإيران، فقد جرت بينهما في الســنوات الماضية حروبُ ظلّ بحرية حدثت أغلب وقائعها في مياه الخليج أو بالقرب منها، وحدثت بينهما حروب سيبرانية شنت خلالها إسرائيل عمليات تخريب للمنشآت النووية الإيرانية. ومن حين إلى آخر، تتعرض القوات الإيرانية في سوريا لقصف إسرائيلي، ولكن مع ذلك لم تتحول هذه المواجهات إلى حرب مباشــرة ومفتوحة بين البلدين. لكن، إذا فشــلت مفاوضات البرنامج النــووي الإيرانــي، فلن يكون مســتبعدا أن تخرج المواجهــات المحدودة عن الســيطرة، فتتوسع رقعة الاشتباكات العسكرية بينهما وتنخرط فيها المجموعات المرتبطة بإيران، بما فيها حزب الله اللبناني. هذا السيناريو سيدخل منطقة الشرق الأوسط برمتها في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، وستكون انعكاساته على دول الخليج كارثية، سواء في بعدها الأمني أو الاقتصادي. يعتبر لبنان ســاحة أخرى من الساحات التي يمكن أن تلقي بظلالها على منطقة الخليــج، فهذا البلد يعاني تدهورا اقتصاديا حادا من شــأنه أن يعمق الشــروخ الطائفيــة ويزيــد من التوتر بين مكوناته. وربما تتكرر المواجهة المســلحة التي وقعت بين أنصار حزب الله وأنصار ســمير جعجع في أكتوبر/تشــرين الأول ، أو تتوسع إلى مكونات أخرى، وقد تتطور إلى حرب أهلية تنخرط فيها 2021 بعض القوى الإقليمية، على رأسها إيران والسعودية. وتظل حرب اليمن عاملا أساســيا من عوامل عدم الاســتقرار في المنطقة، فإلى

11

Made with FlippingBook Online newsletter