2021تسويات ومصالحات

من قبل الولايات المتحدة التي أعلنت أنها مستعدة للقبول بمبدأ الخطوة مقابل الخطوة، بمعنى أن تبدأ طهران بالتراجع عن الإجراءات التصعيدية في برنامجها النــووي مقابل عودة واشــنطن إلى الاتفاق والبدء بإزالــة العقوبات. ويبدو أن اســتمرار جو بايدن في اعتماد سياســة الضغط الأقصى ضد إيران، جعل صانع القــرار يميل إلى تعيين فريق تفاوضي متشــدد تجاه الاتفــاق النووي ومجمل العلاقــة مــع الولايات المتحدة. ومن الواضح أن تلكــؤ طهران في العودة إلى مفاوضات فيينا ينبع من عدم وجود ضمانات بعدم الانسحاب وفرض العقوبات الأمميــة مرة أخرى، بالإضافة إلى اختلاف في وجهات النظر حول مفهوم رفع كامل العقوبات وآلية التحقق من رفعها بشكل عملي. لقد اختبرت إيران بشكل جلي فشل سياسة رئيسها السابق حسن روحاني، التي للحصول " تجميد البرنامج النووي " راهنت على تقديم تنازلات نووية إلى حد على امتيازات اقتصادية، ولذلك تحاول العودة إلى المفاوضات برهانات مختلفة. فرغم الاستهداف المتكرر لبرنامجها النووي، وكان من أبرز فصوله تفجير منشأة نطنز، واغتيال العالم النووي فخري زاده، واصلت إيران تطوير البرنامج، وردّت %. وفي أكتوبر/ 60 على هجوم نطنز بأن بدأت بتخصيب اليورانيوم بنســبة نقاء ، أعلنــت الوكالة الدولية للطاقة الذريــة أن إيران ضخّت 2021 تشــرين الأول % في جهاز طرد مركــزي متطور، يختلف عن 20 اليورانيــوم المخصّب بنســبة إيران " % في منشأة نطنز. وقال بيان الوكالة: إن 60 الأجهزة التي تخصب بنسبة %، وهو المســتوى الذي يوصف 20 ضخّــت اليورانيوم المخصّب بدرجة نقاء بأنه عالي التخصيب، في جهاز طرد مركزي متطور، غير الأجهزة الأخرى التي . " % بموقعها في نطنز 60 تخصّب حتى درجة نقاء وتشير تصريحات المسؤولين الإيرانيين إلى رؤية تفاوضية مختلفة لفريق التفاوض في حكومة رئيســي، مقارنة بالفريق الذي قاد العملية التفاوضية لثماني ســنوات فــي حكومــة روحاني. وتميل هذه الرؤية إلى التشــدد أيضا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ لم تعد عمليات التفتيش على المواقع النووية متاحة كالسابق. وكانت الصيغة التصعيدية واضحة في رســائل محذّرة جاءت على لســان رئيس الوكالة، رافايل غروســي، الذي شــبّه مراقبة البرنامج النووي الإيراني، بالتحليق عبر السحب الكثيفة، وأن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر هكذا لفترة أطول.

22

Made with FlippingBook Online newsletter