مؤش ارت على المستقبل لا شك أن تغير المقاربة الأميركية للملف الفلسطيني ولعملية السلام تُعد من أهم المؤشــرات على الاتجاه الذي ستســلكه هاتان القضيتان، إذ نتيجة لحقبة حكم وفق " الأرض مقابل السلام " ، من " لعملية الســ م " ترامب، تغيّر مركز المقاربة . وبمجيء إدارة الرئيس " صفقة القرن " وفق " السلام مقابل السلام " أوسلو، إلى بايدن، أصبحت المقاربة الجديدة خليطًا من المقاربتين، وســيكون النزاع حول تغليب بعض مكونات إحداها على الأخرى. وسينعكس ذلك تغييرًا في المقاربة الدولية لعملية التسوية، سواء من الأوروبيين أو من بقية الفاعلين الدوليين، وهو ما سيكون محل تجاذب بين كل الأطراف المعنية بعملية السلام. وهناك عوامل ومتغيرات أخرى ســتؤثر على مســار القضية الفلسطينية ووجهة عملية السلام، يمكن ذكر أهم أربعة منها: . حروب غزة والهدنة: حققت حماس نصرا سياســيا، حيث ربطت في حرب 1 غــزة الأخيرة بين مناطق فلســطين الانتدابية نضاليا، لكنها دفعت ثمنا إنســانيا باهظا، حيث تعمل إسرائيل على تجويف هذا النصر بالضغط الاقتصادي وتشديد الشروط مقابل الإعمار، وتسعى لربط تبادل الأسرى بين الطرفين بعملية الإعمار، وهو ما ترفضه حماس. وللخروج من متوالية الحروب هذه، تبدو غزة وإسرائيل مســتعدتين لبحث هدنة قد تجد فيها مصر فرصة للعب دور يربط بين مطالب الطرفين. ولا يمكن تصور الوصول إلى نتيجة حاســمة بهذا الخصوص بمعزل عما يجري في المنطقة، ســواء كان تصعيدا أو تهدئة، ومنها على ســبيل المثال الملف النووي الإيراني وانعكاساته الإقليمية. . الموقف العربي من فلســطين والتطبيع مع إسرائيل: لا يزال الموقف العربي 2 الســائد هو التمسك بمبادرة الســ م العربية رغم الاختراقات التي حصلت في هذا الموقف. ولا تزال الدول العربية تلعب أدوارًا تقليدية في سياق تأييد الحق التزاما قطريا بدعم 2021 الفلســطيني ودعمه مع فروق بينها. فقد شــهد العام غــزة، كمــا لعبت مصر في الحرب الأخيرة دور الوســيط، وقد تعهد كل واحد " صفقة القرن " مليون دولار لإعادة إعمار القطــاع. ولكن 500 منهمــا بتقديــم السلام " فتحت لبعض العرب مســارًا جديدًا موازيًا لعملية الســ م تحت عنوان
38
Made with FlippingBook Online newsletter