2021تسويات ومصالحات

اتجاهات المستقبل يعد التطبيع العربي مع الرئيس بشــار الأسد مؤشرا على احتمال تكريس سلطته " الحضن العربي " تمهيدا لإعادة تأهيل النظام ليعود إلى المجتمع الدولي، لا إلى فحســب. في المقابل، تشــكّك الأعداد الكبيرة من الضحايا السوريين من قتلى (الموثــق منهم نحو نصف مليون) وجرحــى ومفقودين ولاجئين ونازحين، في إمكانية نجاح هذه الخطوة على المدى القريب، خاصة أن الولايات المتحدة لا قانون " ولن تطبّع معه، ولن تتخلى عن " مســتبد " تزال تؤكد أن الرئيس الأســد للتمييز " المطبعين " . وبين هذين الاتجاهين، يتصاعد الحديث عن سعي " قيصر ، بهدف إخراج إيران من المعادلة " الشــيعية " بين النظام الســوري والمليشــيات الســورية عســكريا على الأقل، أو ضرورة الحفاظ على تماسك النظام من أجل وحدة ســوريا، بغض النظر عن مصير رأس النظام. وفي خضم هذه التطورات، احتمال انسحاب القوات الأميركية من سوريا على تواضع " قسد " تخشى قوات حجمها، لاسيما بعد انسحابها المثير للجدل من أفغانستان. كما أن تركيا معنية بأمنها القومي ولو تطلّب الأمر المزيد من العمليات العسكرية. عموما، هناك أربعة عوامل تؤثر في مســار الأزمة السورية وستحدد وجهتها في المستقبل، إما نحو بقاء الوضع على ما هو عليه، أو مزيد من التدهور، أو التوجه نحو تسوية ما: الظروف الإقليمية والدولية: هناك موقف معلن لدى كل الأطراف المعنية أولا: بالشــأن السوري، مفاده أن الحل لن يكون إلا سياسيّا في نهاية المطاف. ولكن هذا الموقف يتطلب توافقًا روســيّا-أميركيّا ليجد طريقه إلى التحقيق، فينعكس تلقائيّــا على توازنات القوى الإقليمية والمحلية المتدخلة في الأزمة الســورية. ولكن الخلافات المســتمرة بين هذين القطبين ســتجعل السبيل إلى ذلك صعبة جدّا. ومن الواضح أن هناك ملفات على صلة بالقضية السورية، وهي أيضا جزء من أزمات الإقليم، تسهم في تعقيد الحل السياسي. مثال ذلك؛ الاتفاق النووي الإيراني وما يتعلق به من نفوذ طهران الإقليمي وصواريخها الباليســتية، وخشية إسرائيل من استقرار النفوذ الإيراني في سوريا. وهناك أيضا الخشية العربية من الفراغ الذي قد يحدثه تبدل السياســة الأميركية وتراجع منطقة الشــرق الأوسط

44

Made with FlippingBook Online newsletter