2021تسويات ومصالحات

إ عادة ترسيم حدود الطوائف والقوى � لبنان و

شفيق شقير أن الهياكل الرسمية في لبنان تترنح، وأن الدولة أصبحت عاجزة 2021 أثبت عام عن أداء وظائفها الأساسية. فلبنان دولة هشة أقرب إلى الفشل، وقد حلّ خلال دولة، 179 بين الدول الأكثر هشاشة في العالم، من أصل 34 بالمركز 2021 العام وهذا الاتجاه في انحدار مســتمر. وصل لبنان إلى هذا الوضع لأســباب عدة، . وقد رجح البنك الدولي أن 2019 أبرزها الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ العام تكون الأزمة اللبنانية إحدى أشــد عشــر أزمات، وربما إحدى أخطر ثلاثٍ على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر. من أسباب ذلك أيضا، الخلافات السياسية المستفحلة بين الأطراف اللبنانية الداخلية، بوجهيها الطائفي والسياسي العابر للطوائف. ومنها أيضا التدخل الخارجي، لاسيما في شكله الإيراني الذي يلقى معارضة عربية ودولية متزايدة. وقد فتح هذا الأخير الباب أمام المزيد من التدخل الدولي، ســواء لمنع البلد من الانهيار الكامل، أو لإعادة توجيه مســاره السياسي وما يعنيه ذلك من تعقيدات تضاف إلى ما سبق. الانقسام اللبناني: يمكن التمييز بين الخلافات اللبنانية الداخلية على مستويين: الأول، يتعلق بالانقسام الطائفي بين المسلمين والمسيحيين، وغالبا ما يحضر هذا الانقسام عند أي تسوية مزمعة، ولو كانت ذات أسباب سياسية وعابرة للطوائف. وقد تجلى هذا الخلاف في الموقف من القاضي طارق البيطار، المحقق العدلي ، حيث غلب على المسلمين 2020 أغسطس/آب 4 في قضية انفجار المرفأ يوم المطالبة بعزله، في حين غلب على المســيحيين اســتبقاؤه. ظهر ذلك أيضا في ، حيث وقعت مواجهات 2021 أكتوبر/تشــرين الأول 14 حادثــة الطيونة يــوم بين مناطق حاضنة للثنائي حزب الله وحركة أمل، ومناطق مســيحية في ســياق مظاهرة مطالبة بعزل المحقق البيطار. وفي السياق ذاته، وتحت عنوان الموازنة بين المســيحيين والمسلمين في السلطة، يســعى تيار رئيس الجمهورية، ميشال عون، نحو تعزيز صلاحيات الرئيس بالممارسة، ويدعو إلى تصحيحها في فهم

47

Made with FlippingBook Online newsletter