تشــكيل حكومــة جديدة من التكنوقــراط لتكون بعيدة نســبيا عن طبقة أولا: الأحزاب الحاكمة، إذ اعتُبرت حكومة الرئيس حســان دياب، التي استقالت في بعد انفجار المرفأ، تابعة لحزب الله ومحوره. وبالفعل، 2020 أغسطس/آب 10 من وزراء تكنوقراط 2021 سبتمبر/أيلول 20 تشكلت حكومة الرئيس ميقاتي في غير منتمين تنظيميا لتلك الأحزاب رغم قربهم منها سياسيا، وقد أثار ذلك شكوكا حول قدرتها على الاســتمرار والإنجاز. وكان تحقيق المرفأ أول اختبار حقيقي للحكومة، فقد اســتدعى المحقق رئيس الوزراء ووزراء آخرين كمدعى عليهم، الأمر الذي زاد من تعقيد الأزمة القائمة. ثم جاءت أحداث الطيونة، ومن بعدها تصريحات قرداحي لتتعطل الحكومة بمساريها، الداخلي والخارجي. تســهيل اتفاق الحكومة الجديدة مع صندوق النقد الدولي على مجموعة ثانيا: من الإصلاحات الضرورية لتلقي أي مساعدة بهذا الخصوص، ولاستعادة الثقة في المالية اللبنانية بما يمهد الطريق أمام انفتاح اقتصادي عربي ودولي أوسع مع لبنان الرســمي. ولكن هذه الإجراءات لم تجد طريقها إلى التنفيذ بسبب تعطل الحكومة، ولوجود عقبات تضعها القوى السياسية أمام تنفيذها. فهذه الإجراءات قاســية، ولن تكون مفيدة لها بين يدي الانتخابات التشــريعية القادمة، فضلا عن ، وينظر " مصلحة لبنان " أن حزب الله يتحفظ على أي اتفاق لا يحقق ما يعتبرها بعين الريبة إلى أي اتفاق مع صندوق النقد الدولي. ، وقد حُدد لها موعدان، 2022 الانتخابات العامة التي ستجرى خلال العام ثالثا: والتي تشــكل أحد أســباب الضغط الدولي. فالانتخابات النيابية تحديدا، والتي ، على درجــة بالغة من الأهمية، لأنها إحدى ســبل 2022 ســتجرى في ربيــع تغيير طبقة الأحزاب السياســية أو بعض وجوهها. فهناك تبدل في أوزان بعض القــوى سياســيا أو طائفيا، ويمكــن أن تبرز قوى جديدة في هذا الاســتحقاق بســبب التطورات التي شــهدها لبنان في السنتين الأخيرتين، بفعل ثورة أكتوبر، والانهيــار المالي، والتدهور الاقتصادي المســتمر. من جهة أخرى، بلغ بعض ســنا متقدمة قد تدفعهم إلى إفســاح المجال لأجيال جديدة " زعماء الطوائف " تحل محلهم. ولا تقلّ الانتخابات الرئاســية أهمية، فهي التي ســتحدد الصورة التي ســيكون عليها لبنان وتوجهاته الخارجية. فالرئيس الحالي، ميشال عون، رجّح كفة قوى
49
Made with FlippingBook Online newsletter