مصر وتطو ارت الساحة الليبية تقليديا، تعتبر مصر ليبيا جزءا من أمنها القومي، ولذلك ظلت منشــغلة بالصراع ، وكانت من بين أكثر 2011 الليبــي منذ الإطاحة بنظام معمــر القذافي في العام الدول انخراطا فيه. وانحازت مصر في سياســاتها الليبية إلى قيادات الشرق في بنغازي، التي استقرت لعدة سنوات لصالح اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب في طبرق، عقيلة صالح. يمكن بالطبع، أن نتفهّم أهمية التواصل الجغرافي عبر الحدود الطويلة المشــتركة مع الشرق الليبي بوصفه أحد أسباب التركيــز المصري على هذا الجزء من المعادلــة الليبية، لكن هذه المقاربة التي جعلت مصر طرفا في الصراع الليبي الداخلي تسببت أيضا في تكريس الانقسام في البلاد. ولكــن، بعــد تغير المعادلة الميدانية وهزيمة قوات اللواء حفتر وداعميه، غيّرت 2021 القاهــرة مــن مقاربتها في التعامل مع الملف الليبي. وفي فبراير/شــباط استقبل الرئيس السيسي في القاهرة رئيس الوزراء الجديد، عبد الحميد الدبيبة، بعد أقل من أسبوعين على اختياره لهذا المنصب ضمن ملتقى الحوار الليبي في جنيف. وكان للزيارة أهمية خاصة، لأن الدبيبة بالأساس، يمثل طرابلس العاصمة والغــرب الليبــي الذي كان أقل تواصلا مع مصر، وفــي الوقت ذاته، طرفا في حالة الاستقطاب معها. وفي سبتمبر/أيلول، عاد الدبيبة لزيارة مصر، حيث جرى توقيــع عدد مــن الاتفاقيات بين البلدين. وكانت مصر قد بدأت منذ نهاية العام ، افتتحت 2021 بإرسال وفود أمنية وسياسية إلى طرابلس، وفي مايو/أيار 2020 سفارتها في العاصمة الليبية، في مؤشر على هذا التغيير الكبير في سياستها تجاه جارتها ليبيا. في ســياق الانخراط المصري في المعادلة الليبيــة الجديدة، تصر القاهرة على خــروج كافــة القوات الأجنبية كضرورة لحل الأزمــة، رغم أن هناك من يوجه اتهامات إلى مصر ذاتها بالاســتمرار في التدخل في الشــؤون الليبية. صحيح، ليست هناك مؤشرات علنية على وجود عسكري مصري في ليبيا، ولكن مجلس " بمهام قتالية " على قيام جيش بلاده 2020 الشعب المصري وافق في يوليو/تموز في الخارج. وحينها، اعتُبرت تلك الموافقة مؤشرا على نية القاهرة التدخل في ليبيا.
57
Made with FlippingBook Online newsletter