مقدمة تحولات مهمة في الكثير من دول العالم وأقاليمه، وقد بدا 2021 شــهد العام بعض تلك التحولات، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط، وكأنه يسير في اتجاه البحث عن مصالحات وتسويات لأزمات ميزت المشهد في السنوات الماضية. فقد افتُتح العامُ باكتشــاف لقاح لفيروس كورونا الذي شــل العالم لنحو سنتين، وتســبب في أزمة عالمية غير مســبوقة، وخســائر باهظة في الأرواح والأموال، لم يُجرد حســابها النهائي بعد. ورغم الاختلال الكبير في توزيع اللقاحات بين أغنيــاء العالم وفقرائه، وتجــدد موجات الإصابة في بعض البلدان، فإن الاتجاه ظل يسير نحو الانحسار، قبل أن يُكتشف 2021 العام لجائحة كورونا في العام الذي لا يعرف مدى خطورته بعد. " أوميكرون " المتحور ، ووصل 2020 وعلى صعيد الأزمات الإقليمية التي تصاعدت حدتها خلال العام بعضهــا حد الصراع المســلح، مثل الأزمة بين أرمينيــا وأذربيجان، فقد توصل الطرفــان إلى تســوية فرضها تغيّر موازين القوى علــى الأرض في ظل معادلة اســتراتيجية إقليمية بدا أنها تميل لصالح الطرف الأذري. وفي شرق المتوسط، هدأ التوتر الذي ســاد المنطقة لأشــهر خلال العام الماضي بســبب الخلافات التركية اليونانية حول الحدود البحرية والنزاع الإقليمي على حقوق التنقيب على الطاقة. كما هدأ التوتر في القرن الإفريقي بشــأن ســد النهضة الذي كاد يشــعل حربا إقليمية بين مصر والســودان وإثيوبيا، إذ تراجعت لغة التهديد باســتخدام القوة واختفت المناورات العســكرية على الجانبين، بعدما أنجزت إثيوبيا الملء الثاني للسد ووصلت الأزمة إلى أروقة مجلس الأمن. ولكن خفض التوتر بشأن أزمة سد النهضة لا يعني أن أزمات القرن الإفريقي قد انتهت، خاصة بعد تفجر النزاع المسلح داخل إثيوبيا وتجدد الصراع على السلطة في السودان. في نفس اتجاه هذه التسويات، شهدت منطقة الخليج انفراجا للأزمة التي دامت أكثر من ثلاث سنوات، اهتزت خلالها أركان البيت الخليجي وتعطلت آليات عمل ، رفعت الســعودية والإمارات والبحرين 2021 مجلس التعاون. فمع بداية العام حصارهــا عن قطر وعادت العلاقات الدبلوماســية بين الأشــقاء. أما مخلفات
5
Made with FlippingBook Online newsletter