2021تسويات ومصالحات

أما في الصومال، وإلى جانب الصعوبات التي تشــهدها العملية الانتخابية، فإن الوضع الأمني غير مســتقر، خصوصا في المناطق الوسطى للبلاد؛ حيث تجري معركة عســكرية بين القوات الحكومية ومليشــيات مسلحة من تنظيم أهل السنة والجماعة (الجناح المســلح للطرق الصوفية). ولا يُتوقع حســم هذه المعارك قريبا، بل إنها ستشــوش على الانتخابات النيابية في هذا الإقليم. وإذا فشــلت القوات النظامية في حســم الصراع مع مليشــيات أهل السنة والجماعة، فيتوقع أن يتحول الإقليم إلى كومة نار متنقلة أشــبه بســيناريو إقليم تيغراي في إثيوبيا. وفي ســياق مواز، تمكنت حركة الشباب المجاهدين، من استعادة بعض المدن . لكن، على 2021 من الجيش الصومالي، بعدما استولى عليها في أغسطس/آب الأغلب ســيعود الجيش الحكومي إلى تلك المناطق بعد حسم المواجهات مع جماعة الطرق الصوفية المسلحة. فهذا الخيار سيجنبه خوض حربين على جبهتين متزامنتين وضد جماعتين أيديولوجيتين: واحدة سلفية والأخرى صوفية. فــي الســودان، يظل المســتقبل المنظــور متأرجحــا بين احتمالين: اســتمرار الاحتجاجات الشــعبية بتأطير وتنســيق من قوى الحرية والتغيير في عدة مدن، وخاصة الخرطوم وبورتســودان وعطبرة، وهو ما يمكن أن يمدد حالة الإغلاق التي تشــمل المــدارس والمرافق الحكومية الأخرى. وفــي المقابل، قد ينجح المجلس العســكري الحاكم في تمرير خطته التي تســعى حســب زعمه، إلى ، والقضاء 2018 معالجة التشوهات التي عرفها مسار ثورة ديسمبر/كانون الأول على فلول النظام الســابق وتفعيل لجنة تفكيك نظام عمر البشــير.. إذا نجح في ذلك، سيتمكن من امتصاص غضب الشارع وتشكيل حكومة كفاءات غير حزبية، يُمكنها مع الوقت سحب فتيل التوتر الذي يسود المشهد السوداني.

68

Made with FlippingBook Online newsletter