2021تسويات ومصالحات

- إصلاح المؤسســات وتحدي الموارد البشــرية: شــهدت أفغانســتان خلال العقود الماضية، بســبب الحروب والصراعات المســتمرة والظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، نزيفا حادا ومتواصلا لأدمغتها ومواردها البشــرية، أحدث فراغا هائلا على مستوى العقول والخبرات التسييرية، خاصة من الطبقة الإدارية المتعلمة. بالإضافة إلى هذا التحدي، يستشــري الفســاد في الكثير من مفاصل الدولة ومؤسســاتها التي ورثتها طالبان عن النظام الســابق، فإلى جانب ضرورة استعادة الكادر البشري الكفء والمدرب، سيكون على حكومة طالبان أيضًا أن تنجح في تفكيك شــبكات الفساد والمحســوبية، والتغلب على مفاعيل الأزمة الاقتصادية الخانقة، خاصة مع تقلص المســاعدات الخارجية التي ســاعدت في السابق على الحفاظ على الاقتصاد الأفغاني قائمًا. - مســتقبل المصالحة: يرتبط موضوع المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشــعب الأفغاني وجماعاته بتصور الحركة لشــكل أفغانســتان في المستقبل، ونموذج الحكم الذي تسعى لإقامته: هل ستكرّر نموذجها الذي حاولت إرساءه عاما، أم ســتقبل بحكم تعددي يســتوعب كل 20 في ظل إمارتها الأولى قبل ألوان الطيف الأفغاني وخاصة من الفرقاء المؤثّرين؟ ســيتوقف شــكل التعامل مــع هذا التحدي، في مرحلة أولى، على نتيجة المحادثات التي تجريها الحركة مع الثلاثي المتمثل في حامد كرزاي، وعبد الله عبد الله، وقلب الدين حكمتيار. - المشروعية والاعتراف الدولي: تعتقد الحركة أنها ثبّتت وجودها على الأرض، ولكن إدارة الدولة تحتاج إلى ما هو أبعد من الســيطرة العســكرية على الأرض وعلــى مفاصل الحكم. ويبدو أن تجربة الحركة في مواجهة الاحتلال الأميركي جعلتها تدرك أن الأدوات اللازمة لبناء الدولة وإدارتها واستدامتها ككيان سياسي جامع؛ مختلفة عن تلك التي يجري الاحتكام إليها في حالات الصراع. ولذلك، فهي تحتاج إلى علاقات بنّاءة مع دول الجوار والمحيط الإقليمي بشــكل عام، كمــا تحتــاج إلى التفاعل الإيجابي مع المجتمــع الدولي لتضمن الاعتراف بها ممثلا شــرعيا للشعب الأفغاني. وقد أرسلت الحركة، منذ استعادتها الحكم في ، عدة رســائل في هذا الاتجاه تُظهر اهتمامها الشديد بهذه 2021 أغســطس/آب المسألة.

77

Made with FlippingBook Online newsletter