يمكن أن تنخرط مليشيات شيعية من الهزارة في عمل مسلح ضد طالبان، إذا ما استمرت عمليات استهداف الشيعة في أفغانستان. ما تحتاج إليه أفغانستان مستقبلا ما زالت أفغانســتان تحتاج إلى مشــروع سلام داخلي، وتحتاج الحركة لتحقيق ذلــك إلى اعتراف دولي ودعم اقتصادي. فوفقًا لإحصاءات البنك الدولي للعام % من صافي دخلها، 22 ، كانت المساعدات الخارجية لتنمية البلاد تعادل 2019 وهــذا قريــب جدًا من ناتجهــا المحلي الإجمالي. وقد ســارعت بعض الدول الغربيــة، في مقدمتها ألمانيا، إلى التهديد بوقف مســاعداتها إذا أقدمت طالبان على إعلان حكم إســ مي يطبّق الشريعة. ويمكن لأفغانستان، الغنية بالمعادن، أن تنهض بأحوال مواطنيها من خلال حســن الإدارة ووضع حد للفســاد الذي كان صفــة ملازمة للحكومات الســابقة. في الوقت ذاتــه، تحتاج الحكومة إلى الانفتاح الاقتصادي على الخارج وإقامة علاقات تعاون معه. وفي هذا السياق، الحزام " ستكون الصين، التي تحتاج بدورها إلى أفغانستان في مشروعها الضخم ، خيارًا جيدًا بالنسبة للحكومة القادمة. ولا شك أن الاعتراف الصيني " والطريق بتلك الحكومة سيقدم لها دعمًا كبيرا، وسيشجع دولا أخرى، ربما تكون روسيا في مقدمتها، على الانضمام إلى قائمة المعترفين بالحكومة الجديدة. ورغم التحديات التي تواجهها حكومة طالبان، فإن الفرصة قائمة لتستفيد من بيئة دولية مواتية إلى حد ما. فالصين مســتعدة للاســتثمار في أفغانستان، والولايات المتحدة مهتمة بمســألة القاعدة وتنظيم الدولة، وإيران تميل بشــكل واضح إلى تحســين العلاقات مع طالبان، رغم وجود أصوات داخلية معارضة تدعو لدعم وحماية أقلية الهزارة الشــيعية. ونظرا لتوافد آلاف اللاجئين على حدودها، فإن إيران معنية بحدوث استقرار في أفغانستان التي تعد أيضا سوقا مهمّا لكثير من بضائعها. من جهتها، ورغم ما لها من تحفظات على الحركة، كانت باكستان تدعم طالبان بشكل دائم، ومن المرجح أن تكون من الدول التي تعترف بحكومتها. أما روسيا، فتتحرك في اتجاه أفغانستان مسكونة بتهديد المجموعات الجهادية، وقد جعلتها تجربتها السابقة تزهد في أن يكون لها مطامع داخل هذا البلد.
79
Made with FlippingBook Online newsletter