Together Apart-(A)

من ـذ فت ـرة تكتسـي ملمـح وجهـي بالسـرور، ل ـمَ لا وثق ـب الأوزون يعي ـش الآن أسـوأ كوابيســه! غريــب هــذا الإنســان! كــم عانــت البيئــة مــن أفعالــه، وعندمــا اســتكان، وسُــلبت منــه حركتــه، وكــفّ عــن ممارســاته الســلبية، تهيّــأت لــه البيئــة وصحّــت وتطهّـرت! لكـن مـاذا يفيـد الآن والكورونـا علـى بُعـد أمتـار؟ أتذكّـر الآن قـول الشـاعر نادمًـا: «هـيَ قِصّـةُ الدّنيـا وكَـم مِـن آدمٍ... مِنّـا لَـهُ دَمْـعٌ علـى حَـوّاءِ»). • وأن علمــاء الاجتمــاع أصبحــوا أكثــر تفــاؤ ً، فالأســرة المشــتتة نهــارًا بيــن الأعمــال والدراسـة والهواي ـات، والمنف ـردة لي ـاً كلّ م ـع نفسـه، جُمـع شـملها أخي ـرًا بع ـد أن أصبـح أفرادهـا يقضـون جُـل أوقاتهـم معًـا. ونسـبة الطـاق تضاءلـت، ومعـدل الـزواج الثان ـي انخف ـض (لكـن، ل ـكل شـيء إذا م ـا ت ـم نقصــان، فالمهتمـون بتحدي ـد النسـل كانـوا أكثـر انزعاجًـا بسـبب زيـادة نسـبة الزوجـات الحوامـل خـال الأشـهر الأخيـرة فـي زمـن الكورون ـا والحظـر الجماع ـي!). • وأن علمـاء النفـس يوصـون بالابتعـاد عـن الأخبـار الزائفـة التـي يكـون مصدرهـا أفـراد أو جهـات غيـر مسـؤولة، لأنهـا تغـذّي القلـق. ويوصـون كذلـك بضـرورة التعبيـر عـن مشـاعر الغضـب أو الآلام النفسـية والتحـدث عنهـا، لأن الكبـت قـد يـؤدي إلـى الاكتئـاب أو زيـادة الأمـراض النفسـية التـي قـد لا تظهـر آثارهـا فـي الحيـن. وينصحـون بممارسـة أي ن ـوع مـن التماري ـن الرياضي ـة فـي المن ـزل، والانحي ـاز إل ـى التفـاؤل، عل ـى الرغـم مـن الوضـع الحالـي (يبـدو أننـي سـأضطر إلـى التفـاؤل. سـأحاول علـى كل حـال). • وأن المنظمــات الرقابيــة الصحيــة تتوقّــع أنــه «علــى المــدى القصيــر، ســتُنظم الجامعــات دورات حــول الأوبئــة، وســيبتكر العلمــاء مشــاريع بحثيــة لتحســين التنبــؤ والع ـاج والتشـخيص»، لكنهـا ذكـرت أيضًـا أن الكورون ـا أظهـرت ثغ ـرات كبي ـرة ف ـي البنيـة التحتيـة لنظـام الرعايـة الصحيـة فـي بعـض البلـدان، وتسـببت فـي زيـادة عالمية كبيــرة فــي معــدلات طلــب المســتلزمات الطبيــة الوقائيــة (كمامــات وقفــازات، وأدوات ومحاليـل تعقيـم)، ورصـدت كذلـك نقصًـا حـادّا فـي أجهـزة التنفـس الصناعـي، وفـي عـدد الغـرف المجهـزة لإسـعاف المصابيـن (مـاذا لـو أن الإنسـانية ادخـرت نصـف مجهودهـا فـي سـباق التسـلّح واحتاطـت لمث ـل هـذا الي ـوم!). • وأن أسـاتذة العلـوم السياسـية يـرون «أن نوعًـا جديـدًا مـن الوطنيـة سـينتج عـن هذا الوبـاء. فمـن يواجـه الفيـروس مباشـرة ليـس العسـكريين، ولكـن الأطبـاء والعلمـاء والصيادلـة إلـى جانـب فئـات أخـرى بـدأت فجـأة فـي مواجهـة مهـام جديـدة عليهـا». ورأوا أيضًـا أننـا «يجـب أن نبـدأ الآن فـي تحيـة أطبائنـا وممرضينـا الذين يضحـون بحياتهم مـن أجلنـا، ونقيـم لهـم التماثيـل».

115

Made with FlippingBook Online newsletter